تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاة الأديب السعودي «علي الهويريني» رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جنانه، أخذت أبحر في مقاطعه وحكمه ومواعظه، عدت بالذاكرة بعيداً إلى حقبة التسعينات، حينما كان «الهويريني» رحمه الله ممثلًا لا يكاد له دور يُذكر.
سألت نفسي: لو أنه بقي على ما هو عليه، هل سيخلد الإعلام ذكره؟؟! هل تتناقل مقاطعه مثل الكم الهائل الذي شهدناه اليوم على مواقع التواصل؟!
بالطبع، لا..
دعوني أخبركم لماذا أجبت بالنفي!
لأن الفن (التمثيل) في وطني مهمش، مقتصر على اثنين، أو ثلاثة ممن نصبوا أنفسهم نجومًا.
اعتلى ذكره لِما هو أسمى وأرقى، ألا وهو «الأدب»
كان لهذا الأديب حديث يصغي له أصحاب النُّهى، أدب جمّ. ومواعظ خلدها بعد رحيله، كان يخاطب العقول، فيأنس المتابع بحديثه.
يردد دائماً (عقلك قصرك، فحافظ على قصرك الذي تملكه)
استضافته عشرات القنوات؛ كونه فيلسوفًا وأديبًا، متأملًا في الكون وأسراره.
اليوم رحل عن عالمنا وبقيت مواعظه شاهدة له -رحمه الله -
أدركت نهاية المطاف، أنّ من يبقى معك هو: ذكرك، فاحرص أشد الحرص أن يكون ذكراً طيباً خالداً في قلوب من تحب.
الكلمة الطيبة باقية؛ وإن رحل صاحبها.
** **
- أمل عبد العزيز