ميسون أبو بكر
أبى عام 2021 أن يغادرنا بهدوء لينسينا ما لحق بالعالم من أضرار كورونا في العامين 2020 و2021 إلا وقد فجع الوسط الثقافي برحيل المفكر والمثقف معالي د. جابر عصفور بضجيج تركه في قلوبنا وحزن لمن عرف هذا الرجل صاحب المنجز الكبير والثري الذي غادرنا تاركًا إرثًا كبيرًا في النقد والفكر والترجمة والثقافة.
وزارة الثقافة السعودية عبر هيئة الأدب أرادت أن تحتفي بمنجز الراحل في لقاء تأبيني عبر مساحة تويتر التي شارك بها أساتذة النقد وممن تتلمذ على يده وعدد كبير ونخبة من المغردين.
قيل عن جابر عصفور إنه الحفيد الشرعي لطه حسين، فقد كان تلميذاً لتلميذته وحقق حلم والده الذي كان يحلم أن يراه على خطاه، فقد كان مولعاً بمشروع طه حسين.
إسهامات جابر عصفور متنوعة بين النقد والترجمة والمقالة، فهو الذي أسس المركز القومي للترجمة في مصر مقيماً جسراً بين الثقافتين العربية والعالمية.
هو كما قال عنه الأساتذة المشاركون (د. سعد البازعي- د صالح زياد ـ د.عباس الحداد ـ أ. سيد محمود) كان يملك قدماً في التراث العربي وقدماً أخرى في المعاصرة، وهو المثقف العضوي الذي لم يربط ثقافته بموقعه الرسمي الوظيفي، وهو صاحب المشاريع الثقافية التي أخلص لها لتكون واقعاً، فقد آمن أن ازدهار حركة الترجمة هي علاقة حقيقية في ازدهار مجتمع المعرفة. جابر عصفور لم تتعبه أو تخيفه المعارك الفكرية التي خاضها ضد أصحاب الفكر الضال وقوى الظلام في المنطقة وقد تصدى لفكر الإخوان وأفشلهم؛ ومن كتبه «نقد ثقافة التخلف» و»هوامش على دفتر التنوير». برع جابر عصفور في حدائق الأدب والثقافة المتنوعة، تحولت القاهرة كما أشار الدكتور البازعي لبيئة خصبة للإبداع فقد ازدهرت المهرجانات والمناسبات الثقافية.. كمهرجان النقد الروائي السنوي وأسس مجلة فصول وكانت له أفضال على الثقافة العربية من خلال المجلس الأعلى للثقافة في مصر.
كتبت سوزان طه حسين كتابها «أيام معه» الذي كنت كتبت عنه مسبقاً في صحيفة الرؤية الإماراتية، وكان سيرة موجزة دخلنا عبرها لحياة طه حسين العائلية والفكرية ومسيرته فإني أتوقع كتاباً مماثلاً قد يصدره من عرف جابر عصفور عن قرب.. ربما تلميذه منذ خمسة وثلاثين عاماً ضيف المساحة د عباس الحداد الذي وقف على الكثير من إنجازات الراحل ولعلها دعوة له عبر مقالي هذا.
رحل جابر عصفور تاركاً إرثاً معرفياً وفكرياً وأدبياً وثقافياً كبيراً وأمتعة من الذكريات الجميلة احتفظ بها كل من عرفه وأشاد بروحه الوثابة للعمل الثقافي وإرادته الذاتية وصبره وجهده وتقبله للرأي الآخر.
تحية لمعالي الأستاذ المثقف سعد بن طفلة العجمي الذي كانت دعوته على تويتر محرضاً لكتابة هذا المقال.