إبراهيم الدهيش
بالأمس كان (المشروع) مبرراً لاستقطاب العشرات وقبله كان (التكديس) بحجة الضرورة والحاجة، وفي كل هذه الحالات كان (إعلامهم) يهلل ويطبل ويشيد ويشجع وبعد أن مارس الهلال حقه المشروع في الاستقطاب وتوقيع الصفقات بالطرق القانونية والنظامية وعلى المكشوف دونما (لف أو دوران) بقصد تقوية صفوفه وتأمين مستقبله لضمان ديمومة (زعامته) وليس بهدف (التخريب) كما صرح بذلك أحدهم ذات لقاء فضائي، انقلب هذا الإعلام على نفسه وعلى قناعاته ومبادئه وبزاوية 360 درجة وعاد ينتقد ويشجب الصفقات الهلالية معتبرا إياها بمثابة (تشليح) و(تفريغ) الأندية من نجومها لتخلو له الساحة كما (يعرفون) ناهيك عما طال النجوم المنتقلة إليه من تهم ليس أقلها عدم الولاء والعقوق والغدر بلغة وخطاب بعقلية تنتمي لعصر الهواية!.
يحدث هذا بالرغم من أننا نعيش زمن الاحتراف الذي يجيز للاعب أن يختار ما بين التجديد أو الانتقال ولا تستطيع الإدارة - أي إدارة - أن تجبره على البقاء، وبالتالي فمن حقه أن يبحث عن تأمين مستقبل له ولعائلته من خلال العرض المادي الأنسب والبيئة الأفضل والأجواء المناسبة!
من هنا أتساءل: هل ما فعله الهلال مخالف لنظام الاحتراف؟ وما ذنب الهلال أن يختاره النجوم؟!
قليل من حياء وشيء من الأمانة وبعض من العقلانية يا من ابتلي بهم الاعلام الرياضي فبيئة الهلال الجاذبة واستدامة أجوائه (الفرائحية) المغرية عوامل مشجعة لأي نجم لأن يكون الهلال وجهته المفضلة دون غيره رغم الاغراءات والتوسلات والمزايدات!.
تلميحات
- بعد كل لقاء للهلال تزداد قناعتي بأن الحلول الفردية هي من يسير بالفريق وإلا فالفريق يشكو الثقوب وسوء التنظيم وازدواجية المهام ويطغى عليه الاجتهاد، مما يثبت غياب الهوية الفنية وعليه تضيق دائرة الأمل بأن نرى الهلال بدرا في أبو ظبي!.
- وقرار الغاء السقف الأعلى لعقود اللاعبين المحترفين المحليين نظام معمول به في كل دول العالم وليس بدعا هنا من إيجابياته أن أصبح التعامل المالي مع الصفقات على المكشوف وبكل شفافية ووضوح، وبالتالي أصبح الدفع من فوق الطاولة وليس من تحتها (واللي ما معوش ما يلزموش)!
- وزيادة عدد المحترفين الأجانب إلى (8) إن صدقت المصادر - بالرغم من تحفظي على هكذا قرار - سيحد بلا شك من مغالاة ومزايدات المحترف المحلي.
- طبيعي جداً أن يعقب إعلان تشكيلة المنتخب ردود أفعال متباينة إلا أنها زادت عن ذي قبل بأطروحات وآراء تتنافى مع العقل والمنطق بالرغم من أن التوليفة لم تختلف كثيرا عن سابقاتها ولأن منتخبنا في هذه المرحلة لا يحتاج لمزيد من الانتقادات والتوصيات المعلبة الجاهزة التي ظاهرها المصلحة وباطنها التعصب تخفي ما بين سطورها طغيان العاطفة والميول بقدر ما يحتاج للدعم والمؤازرة وتجديد الثقة والوقوف خلفه كواجب وطني وترك الأمور الفنية للجهاز الفني الذي أثبت كفاءته وقدرته ونسيان ألوان الأندية ونجومها! فهل نفعل؟
وفي النهاية. والأخبار تأتي تباعا عن رغبة أندية خليجية بالتعاقد مع اللاعب الهلالي والمحترف الأجنبي جوميز ويلوح فضائيا بأن مباراة الباطن قد تكون الأخيرة له مع الفريق وبما لديه من (كاريزما) وبما يحظى به من محبة من مختلف عشاق الكرة على اختلاف انتماءاتهم وميولهم وعشقه لهذا الوطن أرى أن تتم الاستفادة منه داخل أسوار النادي وبالتحديد مع الفئات السنية كونه مثالا يحتذى فنيا وقياديا وسيمتد أثر ذلك ليشمل الفئات السنية لكرتنا السعودية. ما هو رأي أصحاب القرار في الهلال؟ وسلامتكم.