منذ سنوات قبل أن أزور وأقيم في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وأطهر بقاع الأرض، كنت مبتهجا جدا وحالما ومتشوقا بزيارتها خاصة الأماكن الطاهرة والمقدسة بها، وشاءت الأقدار أن أزورها وأقيم بأرضها المباركة والحق يقال أبهرني جدا الرقي والتعامل اللطيف والجميل من شعبها الذين يعاملونك بكل ود واحترام، إضافة للطفرة العمرانية والتسهيلات الخدمية، كما لاحظت الأدوار القيمة والجليلة التي يبذلها رجالات الشرطة والأمن بالمملكة وتعاملهم بكل مسؤولية ورقي مع المقيمين أو حتى المواطنين أنفسهم والأمثلة كثيرة جدا يصعب حصرها تحكي وتعكس إسهامات رجالات الشرطة والأمن وتعاملهم مع كل الأحداث بصورة حضارية ومحترمة خاصة في الحرم المكي والنبوي الشريف.
ويحضرني موقف إنساني جدا لفيديو شاهدته في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لمقيم سوداني انقطع به الطريق في إحدى صحارى المملكة وكاد أن يموت عطشا وجوعا طالبا الفزعة فإذا عشرات من السعوديين بسياراتهم المحملة بالماء والطعام يأتون لإنقاذه، حيث عمت الفرحة وجهه وعاد إليه الأمل فهذا هو الشعب السعودي الذي أحببناه ونقدره جدا، وغيرها مواقف وأحداث إنسانية كثيرة من الشعب السعودي تجاه كل المقيمين بأرضهم.
ولا شك أن المملكة وعبر تاريخها كانت وما زالت دولة سخية لبذل الخير دائما وأبدا عبر تقديمها يد العون والمساعدة لشتى الدول النامية والفقيرة وخاصة لما قدمته لوطني السودان من دعم مالي واستقرار وهي قيم راسخة ليست غريبة أو بعيدة عن قيادة المملكة وشعبها السخي المعطاء، كما لا أحد يكابر أو يتنكر بفضل ودور المملكة في المنطقة وأهميتها في العالم أجمع، ملايين من البشر من مختلف دول العالم يعيشون على أرضها ويسترزقون من خيرها حتى أصبحت لهم وطنا ثانيا وأرضا لا يستطيعون فراقها.
إنه هذا الشعب السعودي المحترم والذي ألفت منه أذني كلمة يا (زول) التي لم أكن أنتبه إليها سابقا وهي كلمة شائعة عندنا في السودان يكثر استخدامها فعرفت أنها كلمة تطلق على الشخص السوداني وتميزه عن بقية المقيمين في المملكة وربما في بقية دول الخليج الأخرى.
وأخيرا أبعث بتحيات الحب والتقدير والثناء إلى شعب المملكة العظيم وقيادته الحانية الرشيدة بقيادة سلمان الحزم والعزم ملك المملكة حفظه الله ورعاه وولي عهده المفدى الطموح الأمير محمد بن سلمان على حسن همتهم وقيادتهم للمملكة دائما نحو الريادة والعلو، حفظ الله بلادكم من كل سوء وأدام عليها الأمن والرخاء واليسر فهي قبلة الإسلام والمسلمين ويكفي فخرا أنه ولد بها ودفن بها خير الرجال وأفضلهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.