انتشرت الجمعيات الخيرية انتشارا واسعا حتى عمت معظم المناطق وفي عدة مجالات، فهناك جمعيات للمرضى وأخرى للأيتام وثالثة للمكفوفين ولأمراض العيون وجمعيات تعاونية ورابعة لمساعدة المحتاجين ولذوي الاحتياجات الخاصة وتحفيظ القرآن، حتى بتنا نشاهد جمعيات للتنمية والتطوير كجمعية شقراء والتي بدأت تزاول عملها بشكل مؤسسي ولها أعضاء داعمون وفرق عمل من ذوي الاختصاص مثل هذه الجمعية مطلب وطني للتسريع بتنمية المحافظات وفي جوانب مهمة لا غنى لأي مجتمع عنها، نعم الدولة أعزها الله لم تبخل ولن تبخل على المواطن بشيء فقد سخرت كل الإمكانات المادية والبشرية لتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين على حد سواء صحية أو تعليمية أو اجتماعية وصار الكل ينعم بتلك الخدمات ولكن يظل الوطن بحاجة إلى مساهمة رجال الأعمال في كل ما من شأنه زيادة التنمية، فالوطن للجميع وكل فرد عليه أن يعطيه سواء بالمال أو الجهد..
الوطن يعني شيئا كبيرا والمواطنة تقتضي التضحية في سبيل المحافظة على المكتسبات بل وزيادتها سواء بمال أو جهد وبمنع التجاوزات التي تضر بالناس والبيئة والمرافق والمنشآت وخلافه وما يقدمه القادرون من رجال الأعمال - مشكورين - من تبرعات مادية لتعزيز التنمية بجوانبها المختلفة ما هو إلا واحد من عدة طرق للمحافظة على تلك المكتسبات وتعزيزها، مساهمة منهم للتسريع بوتيرة التنمية تحقيقا لرؤية المملكة 2030 و أيضا خدمة مواطنيهم وهذا شاهدناه على نطاق واسع تعليمي وصحي وسياحي وبيئي وتنمية في شتى المجالات.
لقد كان لجمعية شقراء للتنمية والتطوير وبالتنسيق مع الجهات المعنية دور كبير في هذه المجالات وبخطوات مدروسة وذلك بفضل ما تلقاه من دعم من الدولة وبفضل الخطط المدروسة.
كما نحن بحاجة إلى مثل هذه الجمعيات لتوحيد الجهود وحشدها نحو إقامة المشاريع الضرورية لتنمية مستدامة بجانب ما تقدمه الإدارات الحكومية في كل محافظة من محافظات المملكة ومن هنا أتساءل هل المشاركة المجتمعية ضرورة أم ترف؟
المشاركة المجتمعية تغدو مهمة سواء بالمال أو الجهد أو الفكر وكل ذلك مهم وضروري، فالوطن بحاجة إلى حشد الجهود كل في مجال اختصاصه وقدراته فكل جهد يقدم لاشك يرفع البناء ويزيد تقدمه والإنسان بيده عمارة الوطن تعليما وتجارة وصناعة وفي كل مجال، ومن هذا المنطلق نقول كل مواطن مدعو للتطوع رجال أعمال ومهندسين وأطباء ومديرين ومعلمين وأفراد حتى تتكامل الجهود وتؤتي ثمارها خدمة للوطن وكل مقيم على أرضه من مواطنين ووافدين عرب ومسلمين وأصدقاء.