خالد فهد الحسين
الموت حق على كل كائن حي على وجه البسيطة لا مفر منه ومن سكراته كائنا من كان، يأتي بلا استئذان ويذوقه كل إنسان قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (57) سورة العنكبوت، فالموت كأس لابد من شربه وإن طال بالعبد المدى وعمّر سنين.
فهو لا شك في ذلك مؤلم مع إيماننا بأن تلك سنة الله في خلقه، وأن الموت مصير كل حي.
* في يوم الاثنين الموافق 14-6-1443هـ تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة معالي الشيخ ناصر بن إبراهيم أبو شنق المستشار السابق في الديوان الملكي- رحمه الله تعالى-، وفقيدنا (ابو خالد) كان من رجالات الدولة الأوفياء الذين عاصروا ملوك هذا الوطن الغالي، حيث بدأت حياته الوظيفية باللاسلكي ثم انتقل للعمل بديوان الملك سعود- طيب الله ثراه- وأصبح مسئولا عن رفيعا ثم واصل العمل بالديوان الملكي في عهد الملك فيصل- طيب الله ثراه- ثم عمل مع الملك خالد-رحمه الله- وحصل على المرتبة الخامسة عشرة عام 1400 ومستشارا بالديوان الملكي، وأصبح ممثل الديوان الملكي للعرض على جلالة الملك خالد واستمر بالعمل في عهد الملك فهد- رحمه الله- الديوان الملكي ثم في عهد الملك عبد الله -رحمه الله- وأشرف على إدارة البرقيات ثم مسئولا عن المكتب السري إلى أن تقاعد عن العمل الرسمي في عهد الملك عبد الله -رحمه الله- عام 1433هـ بعد أن خدم الدولة لأكثر من 50 سنة في الديوان الملكي، كانت حياة وظيفية عامرة بالعطاء والوفاء والبذل والجد والنشاط والأمانة والإخلاص كسب بها ثقة ملوك هذا الوطن الكبير، كان الفقيد الغالي عف الضمير واليد، نزيها نقيا تقيا صافي القلب سليم المبدأ كان يتعامل مع الجميع بمحبة وقيم وتواضع، وكان إنسانا بسيطا في منهج حياته الاجتماعية، لكنه مع ذلك كان رفيعا راقيا نبيلا يدخل القلوب بعفوية وتلقائية وبسماحته فكان الذكر الطيب الذي أكسبه والثناء والحمد والشكر من الناس لم يكن مجرد مجاملات بل لأن فقيدنا الغالي قد فتح قلبه لكل من لجأ إليه في حاجة أو مساعدة او في شفاعة حميدة. وأن كانت مكارم الأخلاق جسدا تمشي على الأرض (فأبو خالد) كان يمثل هذا الجسد.. فقد كان صاحب قيم وسجايا وشمائل ومبادئ اصيلة في تعامله وفي خدمة الناس ومساعدة بعضهم من منطلق إحساسه الإنساني وحبه للأعمال الطيبة تلك الصفات التربوية والسمات الاجتماعية انعكست على تربية وتنشئة أبنائه البررة التنشئة السليمة.
فرحم الله الشيخ ناصر أبو شنق رحمة واسعة وأوفاه الله جره أعظم الوفاء. وعزائي لأبنائه وأسرته تغمده الله بواسع رحمته.