سهوب بغدادي
فيما أعلنت وزارتا الصحة التعليم في المملكة العربية السعودية عن عودة الدراسة للمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال حضورياً، وتعد المرة الأولى منذ اندلاع الجائحة الصحية العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا ومتحوراته -حمانا الله وإياكم- حيث اختلفت المشاعر بين الفرحة والرهبة، وعمت التجهيزات في المنازل والمدارس، وعلى الدوام تخالجني فكرة هي أن الطفل الذي كان يبلغ الرابعة من عمره عند بداية الجائحة لم يختبر معنى أو مفهوم المدرسة والزملاء والتبادلات اليومية والتفاعلات المشتركة، كما لم يتعلم المهارات الأساسية بسهولة مثل اكتساب مهارة مسك القلم وتقليب صفحات الكتاب، خاصةً مع اعتمادنا على التعليم عن بعد أو الإلكتروني. قد نشعر أنها فترة قصيرة بالنسبة لنا نحن البالغين، لكن بالنسبة للأطفال فكل عام مفصلي في تكوينهم وذكرياتهم، ومن هؤلاء الأطفال من انتقل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة خلال الجائحة والبعض الآخر انتقل إلى الرشد والتعليم العالي، أليست السنوات حاسمة قلت أو كثرت؟ من هنا، تابعت عن قرب ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اليوم الأول من عودة الدراسة حضورياً، فلفتني مقطع فيديو واحد على الرغم من تكرر مشهد فرحة الطلاب في جميع ما رأيت ووردني، إن مشهد الطالب الصغير عندما دخل عتبات المدرسة فقام بفرش سجادته وأداء سجدة شكر لله أمر لم أتوقع أن أراه من طفل في ذات العمر الصغير، وبالتفكر في الأمر نجد أن الطفل في هذا العمر يتعلم بالمحاكاة، فلا بد أن يكون هذا الطفل في بيئة مرتبطة بالله وشكره، أو أن تكون وراءه مربية فاضلة نبهته بأن يقوم بالسجود شكراً لله عند أول خطوة «لكي يبارك الله لك يا ولدي» بغض النظر عن السيناريو الحقيقي فالنتيجة واحدة وجميلة، والأجمل رد فعل الأستاذ الحاني عندما بادر بالسلام على الطالب والثناء على فعله. إن هذا المشهد يصور حماس الطالب وقابليته للتعلم والمسؤولية التي تقع على المعلم وهي ليست بالسهلة سواء خلال التعليم عن بعد أو حضورياً فكان ولا يزال المعلم الرمز الأساس في العملية التعليمية. فبارك الله في المعلمين جميعاً والطلبة ونستودعهم عند الله الحفيظ.