عبد الرحمن بن محمد السدحان
«أزعم أن الشباب في كل زمان ومكان رصيد ثمين للمستقبل، لمواجهة آمال الأمة وطموحاتها. وهو سلاحها لقهر الصعاب. ولذا، فإن الاهتمام بهذه الشريحة الغالية من الأمة أمر يكاد يرجح بالآمال الأخرى. وفي مقدمتها (برميل النفط) وتنويع مصادر الدخل الأخرى!
* * *
«ولذلك، بات هذا الجيل هو (الادِّخار الحقيقي) لنا، بعد الله، لمستقبل قد تخذلنا فيه مدخلات الطاقة ومخرجاتها! مضيفًا في هذا السياق أن الاستثمار الحقيقي في تنمية الشباب، ذكورًا وإناثًا، هو -بإذن الله - صمَام أمن لنا حاضرًا ومستقبلاً. ولن نندمَ بعون الله للبذل في سبيله من جهد ومال وعرق جبين!
* * *
«هنا، يجب ألاّ ننسَى أن تنمية جيلنا الشاب لن تسْتغنيَ عن مشاركة جادة من قبل كل الأطراف المعنية به والمستفيدة منه، بدءًا بالبيت فالمدرسة والجامعة ونحو ذلك.
* * *
«هاكم الآن قرائي الأعزّاء بعض (الوصايا) التي لا بد من استثمارها لصالح شبابنا، أطرح نماذج منها، تمثيلاً لا حصرًا فأقول:
أولاً: لا تستعجلُوا النجاحَ تمنّيًا، ولا تستَسْهلُوه ارتجالاً، فما نيل المطالب بالتمنِّي، ولكن تُؤخذ الدنيا غِلابًا، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي!
* * *
ثانيًا: الجامعة ليست كل شيء تُطرق بها أبوابُ المستقبل طموحاتٍ وآمالاً، وليست الصراطَ الوحيدَ طمعًا في تحقيق ما تصبُو إليه همَمُ الأمم وآمالها، بل هي جزءٌ ثمين من معادلة حياتية تنموية قد نبلغُ بها ما نريد، وقد لا نصيب!
* * *
ثالثًا: احترمُوا يا شباب الأمة آدابَ العمل وأخلاقياتِه، وفروضَه ونوافلَه، فالعمل الصالح صراط مستقيم لبلوغ ما تسمو به الذات وتنمُو، وتذكَّرُوا يا أُولي الألباب من شبابنا أن لوطنكم عليكم حقًا، وبجهودكم واجتهادكم، بعد عون الله وتدبيره، تتحقّق النوايا السامية والآمال، لمصلحة الوطن وأهله! لا تدَعوا (ألسنتكم) تنوبُ عنكم لتزكّيكم بالكلام أمام من يهمّكم أمره من وليّ أو حميم! الله وحده هو القادر على عونكم، وتمكينكم من بلوغ ما يُرجَى منكم وما تشتهون.
* * *
رابعًا وأخيرًا: لا تفتنكم زينة الحياة الدنيا ونعيمها عن ثلاثة أمور:
- ربّكم الله الذي علّمكم ما لم تكونوا تعلمون.
- أُمهاتكم اللاّئي حملنكم وهنًا على وهن لا يرجون منكم جزاءً سوى البِرّ والإخلاص والدعاء!
- ثم آباؤكم الذين سهرُوا واجتهدوا من أجلكم، وبذلوا في سبيلكم الجودَ مما يجدُون كي تبلغوا من شأنكم ما تتمنّون!