أحمد المغلوث
النجاح الملموس بل والمشاهد والذي حققته السياحة في الأحساء والذي ظهرت آثاره واضحة في تدفق الأفواج السياحية إلى الأحساء أرض التاريخ والطبيعة الخلابة والأسواق الشعبية المتميزة والتي كانت عبر التاريخ ملهمة للإبداع الأدبي خاصة الشعر وكذلك التميز التجاري الذي كان علامة يشار إليها بالبنان. فالتجارة الخليجية في القرون الماضية كانت تعتمد على اقتصاد «إقليم الأحساء» كما كانت تسمى قبل توحيد المملكة على يد المؤسس طيب الله ثراه. واليوم الأحساء تفتح عينها واسعة وهي أكثر تفاؤلاً بأن ترى كل جديد ومفيد لأرضها الطيبة والمباركة حيث يتوسد التاريخ والحضارات جبالها ويتمدد على ترابها الثري. الأحساء اليوم تأمل أن يبدأ القيمون علي تنفيذ برامجها التنموية في التخطيط المبكر لمشروع «مترو الأحساء» هذا المشروع الذي باتت الأحساء بل المنطقة ككل بحاجة ماسة إليه. فالأحساء اليوم غيرها بالأمس باتت ممتدة شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا بصورة ربما لا يصدقها البعض.. ولا يختلف اثنان على أهمية وجود مترو في الأحساء فمدن صغيرة في الجوار بدأت منذ سنوات في تنفيذ المترو وبالتالي ساهم في دعم اقتصادها السياحي وسهل عملية التنقل وخفف من أعداد السيارات داخل المدن. وكل مدن العالم الحضارية التي تعي أهمية السياحة ودورها الخلاق قامت ومنذ القرون الماضية بتطوير بنيتها التحتية بوجود خطوط المترو التي ربطت قلب مدنها بضواحيها المتباعدة. وكل خبير على علم ودراية بما يتطلبه السياح أو زوار المناطق والمدن الذين يعون جيدًا كم ساهم المترو في خدمتهم وتوفير مصاريف تنقلاتهم بسيارات الأجرة المختلفة. ولا شك أن وجود مترو في الأحساء سوف يساهم ويدعم العملية السياحية والتي هي هدف مهم من أهداف «رؤية الوطن» الخلاقة والمبدعة. ووجود مشروع مترو في الأحساء سوف يرتقي بالخدمات المقدمة للزوار والسياح كذلك سوف يكون له دور فاعل ومهم في المساهمة في تطوير ما يقدم في مجال السياحة بالأحساء فسوف تتضاعف المرافق والخدمات تلبية لمتطلبات السياح والزوار كذلك سوف يساهم في زيادة أعداد السياح القادمين إلى أحساء الخير والعطاء. ودول عديدة في العالم بل وحتى الدول العربية والخليجية استفادت كثيرًا من وجود المترو في مدنها مما ضاعف من أعداد المترددين عليها بل ضاعف من تنظيم المهرجانات والفعاليات المختلفة التي كان لها دور في استقطاب وجذب المزيد من السياح المترددين عليها بل ساهملك في مضاعفة أعداد المهاجرين إليها ممن يرغبون في تنفيذ مشاريع استثمارية مختلفة فيها.. تنفيذنا لمشروع مترو الأحساء اليوم أفضل من تأجيله فعجلة التضخم باتت تتضاعف يوماً بعد يوم فمشاريع المترو لو نفذت قبل عقود لما كانت تكلفتها كما هو الحال في السنوات الأخيرة بالمليارات. رجاء أيها الأحبة يا عشاق الوطن ويا من تسعون لتنميته لا تترددوا عن تنفيذ مشروع مترو الأحساء فهي بحاجة ماسة إلى ذلك وأكثر من ذلك. وأنا على ثقة أن هذا المشروع سوف يجعل الأحساء في مقدمة مدن المملكة السياحية لما تتمتع به من عوامل جذب وتميز..
وماذا بعد؟ مترو الأحساء ليس ترفاً بل ضرورة ملحة. فمشروعات المترو في العديد من مدن العالم كان لها دور كبير ومهم في تغيير إيقاع الحياة الرتيب. خاصة والأحساء «عروس الخليج الحسناء تسعى لمواكبة العصر». فالمترو باعتباره وسيلة نقل حضارية بات تنفيذه حالة ضرورية.