أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - الخميس الماضي 24-6-1443هـ، أمرًا ملكيًا يقضي باعتماد يوم 22 فبراير من كل عام يومًا للتأسيس وإجازة رسمية، للاحتفاء بتأسيس الدولة السعودية، باسم «يوم التأسيس». وفي هذا القرار بيان للعمق التاريخي لهذا الكيان العظيم الشامخ المملكة العربية السعودية.
- وتذكر المصادر التاريخية أن 22 فبراير 1727م يوافق 30 جمادى الأولى من عام 1139هـ شهد تولي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الحكم في الدرعية، ولذا كان هذا التاريخ بداية التأسيس للدولة السعودية التي نعيش نحن مرحلتها الثالثة ولله الحمد والفضل والمنّة.
- وعندما تمكَّن الإمام تركي بن عبد الله عام 1240هـ من تأسيس الدولة السعودية الثالثة نقل العاصمة إلى الرياض واستمرت هي العاصمة حتى اليوم، وجلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - انطلق عام 1391هـ من الرياض لتوحيد المملكة - رحمهم الله جميعاً).
- واليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين -حفظهما الله وأدام عزهما - أضحت الرياض والدرعية جسدًا واحدًا عاصمة لهذا الكيان الشامخ القوي المتماسك بفضل الله عزَّ وجلَّ أولاً ثم بحنكة وحكمة وتشجيع ودعم قيادته، وتراص وتعاضد شعبه.
- ولا شك أن العقيدة السلفية الصحيحة أساس للدولة، وعنوان لها، والدولة السعودية في جميع مراحلها يؤكِّد قادتها على هذا الأمر، ولا أدل على ذلك من نص النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى، على أن: (المملكة العربية السعودية، دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولغتها هي اللغة العربية، وعاصمتها مدينة الرياض).
واختيار هذا التاريخ ليكون يوم التأسيس، هو من باب الوفاء لكل رجل شارك في مرحلة التأسيس والبناء من أول يوم، وبذل نفسه رخيصة في سبيل ذلك، هذا الاختيار يؤرِّخ لهذه الدولة ميلادها الحقيقي منذ تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية، ويثبت التضحيات التي بُذلت منذ الأيام الأولى للإمام ومَن معه من الرجال في سبيل إقامة الدولة السعودية الأولى والمحافظة عليها قويةً راسخةَ الأركان في ظل تحديات وصعوبات عدة، ذكرها المؤرِّخون وسجَّلوا أحداثها بدقة وبيان، حفظ الله هذا الكيان وأمد في عمره، وحفظ لنا قادتنا ورموزنا الوطنية وعلماءنا الربانيين وجنودنا البواسل وشعبنا الأبي ودمت عزيزًا يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.
** **
- د. عثمان بن صالح العامر