«السعودية 2030 أم السعودية 2040» قالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يعني بذلك أهدافًا ومستهدفات مشاريع ومنجزات. وقفت متعجبًا واستدرت طامحًا فعلاً إلى أن تكون السعودية أوروبا الجديدة. ما إن تنام وتصحو إلا وترى منجزات وأدوات بناء في كل مكان من أرجاء السعودية الجديدة مشاريع تتحقق وأعمال تتجاوز نفسها يوماً بعد يوم ومن ورائها يتغير المشهد السعودي نحو الإبداع والتألق.
كنا نسمع بالرؤية والاستراتيجيات عند الغرب ونقول الفرق بين العالم العربي والغربي أن الغرب يخططون لمستقبلهم أما الآن فصرنا من نلهم الغرب باستراتيجيتنا.
كثيرة هي المشاريع والمنجزات تغير سريع ونمو بارز منذ تولى الملك سلمان وولي عهده الأمين القيادة نحو الريادة فخرجنا من أحادية موارد الاقتصاد وصار متنوع الموارد غير أسير لسوق النفط وتقلباته ودخلنا عصر الترفيه فبدأت المشاريع الترفيهية كصناعة تؤتي ثمارها وتخضر أشجارها. كثيرة هي الأدوات الاستثمارية التي تطمح دولتنا المباركة لتعزيزها وتطويرها وخلقها من تلك الأدوات قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات الذي يعد قطاعاً واعداً بما يحمله من فرص استثمارية وزيادة إيرادات ورابط مهم بين الدول لذلك بدأت هيئة الترفيه باستغلال الأماكن التي كانت منتعشة في حقبة من حقب التاريخ من ذلك سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية بالإضافة إلى سوق مجنة وسوق ذي المجاز، تعود بدايته إلى 501 للميلاد، وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يومًا من أول ذي القعدة يبيعون فيه البضائع ويلقون القصائد إلى يوم 20 من الشهر. وقد تم إعادة إحيائها بعد انقطاع 12 عاماً ليصبح تظاهرة ثقافية اجتماعية عربية ممزوجة بالفعاليات والمنافسات والجوائز ذات طابع مميز ونوعي حيث زار السوق تلك السنة ما يقارب 200 ألف شخص. لترسيخ الموروث الثقافي والحضاري خلال موسم مدينة الطائف. بعد ذلك جاءنا خبر أفرح كل مواطن ومقيم بإنشاء مدينة الأحلام والمستقبل نيوم التي تم إنشاؤها لعدة اعتبارات أهمها صناعة المستحيل والمستقبل لم نكن نتوقعها أو نتخيلها أول مدينة ذكية لأصحاب الأحلام. تضم في أرجائها قاعات معارض ومؤتمرات بمساحة إجمالية 26 ألفاً وخمسمائة كم2 أكبر تظاهرة اقتصادية في العالم. وعدة مشاريع تصنع الإنسان وتحمي البيئة وخير دليل على ذلك حديقة الملك سلمان حفظه الله من كبرى حدائق العالم يوجد بها قاعات فنون وقاعات مؤتمرات وقاعات معارض من أكبر القاعات في الشرق الأوسط لك أن تتخيل أعداد الزوار حينها وحجم الاستثمارات التي ستضخ ومعدل تأثيرها على الناتج المحلي لمملكتنا العظيمة. إن مستقبل المعارض والمؤتمرات في السعودية متجه إلى أعلى المؤشر بلون أخضر زائد ظهوره ومشرق طلوعه هل تعلم أن عدد السجلات التجارية لشركات التنظيم والفعاليات تجاوز 2000 سجل تجاري والرقم في تصاعد. لذا فمستقبل المعارض والمؤتمرات واضح النمو مصحوب بالاستقرار لعدة اعتبارات أولها مكانة المملكة العربية السعودية الاقتصادية كأحد كبار اقتصادات مجموعة العشرين وثانيها موقعها الجغرافي الحيوي الذي يربط بين أم دول العالم وثالثها مستهدفات رؤية 2030 لسياحة الأعمال والتركيز على تسويق السعودية سياحياً وتجارياً ورابعها الدعم اللوجستي اللامحدود للمستثمرين وأهمية برنامج شريك الذي يحفز الجانب الاستثماري والاقتصادي وخامسها القوة الشرائية وإيجابياتها في دعم القطاع وسادسها التطوير الملحوظ في القطاع وأهميته في دعم التنويع الاقتصادي. العام القادم 2022 سيشهد روزنامة غنية من المعارض والمؤتمرات المحلية والدولية موزعة على مناطق المملكة وتستحوذ مدينة الرياض على الحصة الأكبر بنسبة قد تصل إلى 55 % لما تمتلكه من بنية تحتية نامية ومراكز معارض مصممة على أحدث طراز معماري يتناسب مع جميع المناسبات. وتبلغ الاستثمارات الحكومية في القطاع حوالي سبعة مليارات ريال سعودي وقد يزيد هذا الرقم مقارنة بالأعوام الماضية فيما من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق المباشر من قبل سياح الأعمال الـ12 مليار ريال سعودي.
فمن يرى بعين التحليل والتفصيل سيدرك أهمية هذا القطاع في المملكة العربية السعودية لما توليه حكومتها له من اهتمام وعناية واستثمارات فهو في تصاعد رقمي عالي يفوق كل التوقعات.