يا نخلُ أنت قليلٌ مثل أجدادي
من الذين قَضوا في جانب الوادي
فالأكرمون قليلٌ منذ أن خُلِقوا
ومجدهم أنهم من غير أمجادِ
من ماءِ أرواحهم أسقَوك أوديةً
من الفرات.. أتذكرُ أيها الصادي؟!
واليوم جئت أُوافي الدَّين منتظراً
تعويذةَ الجوعِ أتلُو كلَ أَورادي
فهل عرفت الخميص الناحل الجسدا؟
أم قد تشظّت على (المرزوز) أبعادي
فلا (الهنيّةُ) يشدو في مرابعها
سَجْعُ الحمام ولا قمريةُ الوادي
و(أمُّ سَيْلين) كم ضجّت وكم صخبت
فأصبحت موئلاً للرَكبِ والحادي
ويا فسيلاً يظنُّ الماءَ يُسعِفهُ
ينوح: هلا كسوت القوت أعوادي؟!
إن أنكرتك البوادي بعد وفرتها
فإن في التمر فضلاً ليس في الزادِ
فلا قُرى الملحِ تُغني عنك مسغبةًً
إلا كما يغتني الخُمصانُ بالشادي
ولا بلادُ الورى تَكفي مؤونَتها
إن لم يكن تمرك (الكثّاث) زُوّادي
يا نخلُ كُن مؤمناً ... حتى ولو كفرت
بك السَّواقي وضلَّ الخطوةَ الهادي
وعُد كما كنتَ خِصباً.. لا يكدّره
دلو الزمانِ فإني حان إيرادي
** **
- شعر/ د. حامد الإقبالي