د.عبدالعزيز الجار الله
التشويش الروسي من قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب اللاذقية في سوريا -التشويش- على الطيارين الإسرائيليين والطائرات العسكرية، التي تقوم بها لضرب مخازن الأسلحة الإيرانية، ومخازن حزب الله في سوريا، وكذلك الطائرات المدنية التي تحلق فوق البحر المتوسط وداخل مطارات إسرائيل، تتأثر من التشويش الروسي منذ عام 2019م، حيث تواجه الملاحة الجوية العسكرية والمدنية في محيط سوريا وإسرائيل مشكلات عديدة في الملاحة الجوية، بسبب أنظمة التشويش التي تستخدمها روسيا، بهدف تغطية سوريا مما تقول روسيا من هجمات منظمات المعارضة للحكومة السورية، وتقول روسيا إن نظام التشويش ضروري أيضاً لحماية جنودها المتواجدين في القواعد السورية، على الرغم من أن نظام التشويش يتداخل في مجال إسرائيل الجوي المدني، وربما يمتد لدائرة أوسع.
التشويش على أجهزة الملاحة العسكرية والمدنية على نظام «GPS» في الطائرات سيشكل مرحلة خطرة في الصراعات الدولية، فالتحليلات تقول إن التشويش هو الحرب الإلكترونية القادمة التي تريد موسكو التفرد والتميز بها، وهي تعمل من زمن لتطوير أنظمة أجهزة التشويش لتعطيل عمل الطائرات، كما أن روسيا تستفيد من هذه المرحلة في اختبار قدراتها التقنية في تعطيل عمل الطائرات المهاجمة، وأجهزة التشويش الحالية تعمل من قاعدة حميميم الجوية بمدينة اللاذقية، وقريبا من المخازن التي تهاجمها إسرائيل في بعض ضرباتها الجوية.
والسؤال.. هل تطوير أجهزة التشويش سيؤثر على الطائرات المسيرة بدون طيار، وعلى الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، فإذا تفوقت روسيا بهذا النوع من الأسلحة، فإنها سوف تتغير قواعد اللعبة العسكرية بدخول الحرب الإلكترونية مرحلة جديدة، من خلال تعطيل عمل الطائرات والصواريخ البالستية، فيتم التشويش عليها من مصدر إطلاقها، وتكون الدول مغطاة بشبكة من التشويش يصعب اختراقها.
وواقع الحال الحالي أن الطيارين الإسرائيليين يواجهون صعوبة في الهبوط نتيجة التشويش على نظام تحديد المواقع «جي بي إس» في المطارات الإسرائيلية، وهذا بفعل قرب المسافة في جنوب، وشرقي البحر الأبيض، وقرب قاعدة حميميم باللاذقية السورية، وعدم قدرتهم على ضرب أهدافهم بدقة، فهذه مرحلة أخرى من الحروب القادمة.