جمال العمير
بعد أن شنت القوات الأمريكية الحرب على أفغانستان واحتلتها هربت قيادات القاعدة إلى إيران البلد المجاور، كان ذلك بعلم الولايات المتحدة الأمريكية فاستغلتهم إيران إلى أبعد الحدود خدمة لمصالحها في السيطرة على العراق وسوريا والوطن العربي بكامله فالقاعدة وداعش هما خلاصة تعاون وثيق مع المخابرات الإيرانية والأمريكية فيما بعد لتتكشف الحقائق من لحظة مقتل أسامة بن لادن إلى الآن. وما الشعارات التي تطلقها إيران وأعوانها الموت لأمريكا وإسرائيل ما هي إلا أكاذيب، هناك مقولة تقول انكار الشيء اثبات لوجوده، العاهرة تتغنى بالشرف دوما.
إمام الشريف: مفتي القاعدة الأول والذي غادر القاعدة منتصف التسعينات يقول القاعدة ورقة بيد إيران تستغلها حينما تشاء ثم يقول كنا نتوقع خلافا بالأيدولوجيات ليتبين أن ذلك آخر ما تفكر به إيران ليحصل اتفاق بين مسؤول اللجنة الشرعية في تنظيم القاعدة في مدينة زهدان وهي قرية تقع على الحدود بين أفغانستان وباكستان وإيران على أن تنقل قيادات القاعدة وغيرهم إلى إيران فتم تقسيمهم إلى قسمين وضعت جماعة القاعدة لوحدهم فاستغلتهم أحسن استغلال لتنفيذ مشاريعها التوسعية في سوريا والعراق واليمن والتوسع على حساب الوطن العربي. والأخرى استغلته لأماكن أخرى.
أبو حفص الموريتاني: رئيس الهيئة الشرعية في القاعدة عاد إلى موريتانيا عام 2012: يقول قبل أن ندخل إلى إيران فاجأتنا بعرض مغر باستضافتنا على أراضيها بينما باكستان رفضت استقبالنا على اعتبار أن درويز مشرف أكثر من أمريكي. ثم يقول إيران ساعدت أمريكا عسكريا واستخباراتيا في احتلال العراق وأفغانستان وسمحت لسلاح الجو الأمريكي المنطلق من قاعدة انجرلك التركية والمرور فوق أراضيها لقصف أفغانستان والقضاء على حركة طالبان وبنفس الوقت استضافت القاعدة وطالبان على أراضيها ثم يقول إيران تتعامل مع الشيطان, وتلعب على جميع الحبال - تتعامل مع شخص وتغدر به بنفس الوقت, فنحن في حالة ورقة تساوم بها في العراق وسوريا واليمن وفي بعض البلاد العربية وما الشعارات التي يطلقونا إلا أكاذيب لتنفيذ غاياتهم. كما كشفت المخابرات الأمريكية عن قادة آخرين من تنظيم القاعدة مرتبط بإيران.
أبوالليث الليبي: عمل قبل مقتله في غارة جوية أمريكية بدون طيار بين باكستان وأفغانستان.
عبدالعزيز المصري: مشارك فعال في تنظيم القاعدة وكبير خبراء المتفجرات والسموم، ضليع في مجال البحوث النووية منذ أواخر 1990 وتربطه علاقة قوية مع سيف العدل.
أبو أنس الليبي: يشيد بعلاقته بتفجيرات شرق إفريقيا عام 1998 , وهو عضو بارز في تنظيم القاعدة, وعضو بارز في الكتائب الليبية الإسلامية المقاتلة قبل أن يعتقل ويحتجز في الولايات المتحدة.
قاسم السوري: يعرف باسم عز الدين القسام السوري -يعمل في مجال الربط بين قادة القاعدة في وزير استان وباكستان والعراق. وتخطيط وتنسيق العمليات الإرهابية في أوربا مع الكثير من الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة.
جعفر الأوزبكي: عمل كممثل للقيادة العليا لتنظيم القاعدة للتفاوض على افراج أعضاء القاعدة المحتجزين لدى إيران.
تتكشف الأمور أكثر عن مدى ارتباط إيران بالتنظيمات الإرهابية وهذه المرة على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري حيث قال: وبصريح العبارة ظهور داعش ساهم في تعزيز سطوة إيران على سوريا والعراق عبر الميلشيات المختلفة التي تم نشرها، ثم يضيف قائلا كلما توسعت داعش كلما كان ذلك في صالحنا فنحن الوحيدون القادرون على كبح جماح داعش وتخليص الأراضي منها وحتى يصلح الأمور أكثر قال داعش الآن غير داعش الماضي وكأنه يريد أن يقول داعش منا وفينا.
وتجلى التعاون واضحا عندما أبرمت صفقة بين تنظيم داعش في فجر جرود لبنان وبين حزب الله اللبناني صنيعة إيران في المنطقة، وذلك بتسفيرهم في سيارات مكيفة إلى دير الزور وتم العثور مع الدواعش على جوازات سفر تحمل تأشيرات إيرانية: كما ظهر التعاون جلياً أثناء مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان عام 2011 وتم العثور على وثائق تثبت تعاون إيران مع تنظم القاعدة منذ عام 2009.
والاقرار أكثر هو الفتوى الصادرة عن أعلى مرجع إيراني تسمح بالتعاون مع القاعدة والدواعش يقول حسين موسوي القريب من نظام خاميني: لقد أوصى علي خاميني بإصلاحات داعش والجماعات المحاربة ضد الحرس الثوري بدلا من قتلهم، كما أن بعض الأسرى التحقوا بصفوف الجيش السوري وقاتلوا إلى جانبه.
يقول مسعود الفتل وهو باحث في الشؤون الإيرانية، تعقيباً على ما نشر حول فتوى خاميني لن تتردد إيران انشاء علاقات مع أي جهة كانت. تعاونت مع القاعدة ومع طالبان وطلبت من عناصر القاعدة عند دخولهم إلى إيران عدم وضع تأشيرة إيرانية على جوازاتهم خوفا من أن يقع في يوم من الأيام تحت قبضة الآخرين ثم يضيف قائلاً حركة طالبان قتلت 11 شخصًا من أعضاء القنصلية الإيرانية في مزار الشريف واستمرت في التعاون معها. الملازم أول خالد استام بولي والذي قام باغتيال أنور السادات هو من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين كرمته إيران وسمت شارعا في طهران باسمه. محمد مرسي رئيس جمهوري مصر العربية من جماعة الإخوان المسلمين استقبلته إيران أحلى استقبال على أراضيها ما يدل على أن كل شيء جائز لدى إيران المهم خدمة مشاريعها. كما أن أسامة بن لادن وعائلته كانوا يعيشون في إيران وتقدم لهم كافة التسهيلات ثم مغادرته إلى باكستان، قبل مقتله بفترة قليلة.
التعاون قديم ما بين إيران وتنظيمي داعش والقاعدة اعترف به قادة التنظيم أنفسهم وممن تمكنت أمريكا من إلقاء القبض عليهم. داعش ملها الشارع العربي بشكل عام والعالم أجمع. يتساءل المواطن العربي فبإمكان الحصول عن معلومات عن تواجدها إذا لم تحصل عن طريق مخبريها فتحصل عليه عن طريق أقمارها الصناعية التي تجوب المنطقة والعالم على مدار الأربع والعشرين ساعة فتنظيمات القاعدة وداعش منتشرة بالآلاف, وموجودة بمناطق محددة وطالما أمريكا لديها من الأسلحة الذكية وتستطيع اغتيال فرد من مجموعة مؤلفة من عشرة أشخاص في بيت واحد فالموطن العربي يتساءل بعد هذا الكم الهائل من المعلومات عن التعاون ما بين تنظيمي القاعدة وداعش والنظام الإيراني لماذا أمريكا لم تتخذ خطوات جادة لوضع حد لتجاوزات إيران وتريح العالم من هذه الطغمة الفاسدة في إيران لولا وجود مصلحة مشتركة بينهما في استنزاف المنطقة والعبث بخيراتها.