محمد بن عبدالله آل شملان:
فتح العالم عينيه على المملكة خلال الفترة 2 - 14 يناير 2022م، إذ شهدنا على الأرض حراكاً رياضياً واسعاً في عالم المحركات، فتحت المملكة فيها صدرها واسعاً لسائقي الراليات على مستوى العالم، استقبلتهم وأكرمتهم وجمعتهم تحت سقفها، ودعتهم لأن يروا شكل الأرض ذات جمال الطبيعة وسحر التضاريس والجبال التي تتمتع به.
الإشادات التي منحها عدد من المسؤولين الدوليين بالتنظيم الرائع لرالي داكار في نسخها 2020و 2021 و 2022 رغم الظروف المحيطة والتي كان آخرها كورونا، أظهرت عن مدى الحاجة الشديدة إلى أن نكون مستعدين بشكل إيجابي، وقد أثبتت المملكة بجدارة نجاحها في استضافة المناسبات الرياضية الكبرى بكل تميز، من خلال الاستعداد المبكر، وتعاون الوزارات والدوائر والمؤسسات، وفعالية النظام الرياضي ونظام السلامة، حيث يحتل برنامج «جودة الحياة» الهدف عبر ما تتبنَّاه المملكة وتمنحه من طرق مشوقة ومجدية في هذا الاتجاه.
ولا شك أن رالي داكار سيواصل الزخم الرياضي في نسخه القادمة بمشيئة الله تعالى، بعدما نجح هذا الحدث العالمي خلال ما يقارب 3 سنوات متتالية، في تحويل التحديات إلى فرص نامية، بفضل واهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الرياضي، وحرص ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله - لهذا القطاع في ظل الرؤية السعودية 2030، مع توفير كل الإمكانات اللازمة لجعل المملكة عاصمةً لاستضافة أكبر وأهم الأحداث الرياضية العالمية.
حيث إن المملكة هي قلب العالم التي تتمتع بالأمان والفرصة السياحية الكبيرة بجمال الطبيعة والصحاري والوديان، إذ نجحت في تشكيل ملامح مستقبل يركز على الاستمرار الرياضة والسلامة للجميع، مع وضع تخيلات ممكنة مستقبلية للآفاق البعيدة في مجالات الاقتصاد والتنمية، بما يؤسس لتحقيق إيجابية تكون إرثاً لأجيال المستقبل.
الجمهور.. فاكهة الرالي
أصبحت المناطق والمواقع البرية خلال أيام إقامة رالي داكار السعودية 2022 مواقع فخر وإعجاب، حيث خرج المواطنون إلى تلك الأماكن بهدف الترويح عن أنفسهم والاستمتاع بأجواء الرالي ومنافساته من خلال الوقوف بالقرب من خطوط مساره.
وشهدت المناطق والمواقع البرية ارتفاعاً هائلاً من قبل محبي هذه الرياضة المثيرة؛ حيث الأحوال المناخية والأجواء المثالية؛ وهو الأمر الذي أثار إعجاب المتسابقين المشاركين في الرالي.
وتركَّزت عدسات المصورين على مظهر رفع العلم السعودي من الجماهير؛ كونه يعكس صورة مشرقة عن توحّد أبناء المملكة تحت راية التوحيد، والتعبير عن الولاء للقيادة والانتماء للوطن، والفخر بأن وطنهم أصبح موطناً جديداً لرياضة المحركات عالمياً.
سحر المملكة
انطلق رالي داكار السعودية 2022 من حائل شمال المملكة إلى شرقها ثم وسطها، فجنوبها وصولاً إلى ساحل البحر الأحمر ومنصة التتويج على كورنيش جدة.
ووثَّقت مجموعة من الصور، نشرها الحساب الرسمي لـ « داكار في السعودية» على «تويتر»، أجمل المعالم والمغامرات على مدى 14 يوماً من المملكة، الغنية بتضاريسها ومجتمعها المتنوّع وطبيعتها المميزة.
«رحلة في جمال الطبيعة تضع قادة المركبات تحت تأثير هذا السحر... رالي داكار السعودية كما لم تراه من قبل!» بكلمات الإعجاب تلك، علَّق حساب «داكار في السعودية» على الصور التي أظهرت روح المملكة الصحراوي الأصيل، وتراثها العريق، ومحمياتها الطبيعية الخلابة، ومشاريعها الدامجة بين الماضي والحاضر.
التصوير يروي سيرة داكار
جسَّد مصورون محترفون وهواة من جميع الجنسيات التحدي والمغامرة والإثارة من خلال لقطاتهم، التي تستشف الواقع من منظوره الجمالي، الذي يسرد الدهشة والجمال في أبهى صوره، وذلك من خلال مشاركتهم في تغطية منافسات رالي داكار السعودية 2022، وتنوعت الرؤى في الصور المنتجة وفق ما تتضمنه المنافسة من موجودات، ركَّزت بشكل أوليَّ على حركة فئات الرالي الست في مسارات السباق وهي السيارات والدراجات النارية والدراجات النارية الرباعية والشاحنات والمركبات الصحراوية الخفيفة، وداكار كلاسيك، كما ركَّز بعض المصورين بالدرجة الثانية على الحياة البرية بكل ما تشمله من طبيعة خلابة، كما ركز البعض الآخر على المناظر المحيطة بكل مرحلة، فيما رصدت كاميرات أخرى الحياة الصحراوية، علاوة على التقاط صور تتناول التراث والتاريخ.
وحرص المصورون في تغطياتهم المصورة على أن تكون لقطات صورهم متحركة تعبَّر عن الجماليات التي تقترب من التشكيل، عن طريق ترتيب مشاهد الصور ودمجها مع البعض، رغبة الحصول على مجموعة من الأفكار ذات الأبعاد الرياضية والإنسانية المتنوعة، يدخل في تركيبها الإجادة والإتقان بالواقع بكل أطيافه.
فيما ظهرت مكونات الصور في سلاسة شديدة الحميمية، مع ما توجبه المشاهد التصويرية من تتبع متواصل للفكرة ومن ثم تشكيلها؛ لتكون موضوعاً حيوياً يمكن من خلاله استلهام الجمال، وتعقَّب المناظر التي تبعث إلى التفكير والحديث عن تجارب رياضية وإنسانية عميقة.
المملكة بهجة التحدي والإبداع الدائمين
نشر نجوم السباق في الرالي عبر حساباتهم الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصوراً للتحديات والمغامرات التي أحيوها في الرالي الأشهر، وروَّج البعض الآخر لقدراته على التضاريس المغايرة.
كما حرص نجوم السباق في الرالي على بث مشاعر الإعجاب المنقطع النظير لمتابعيهم بالجوانب السياحية والتراثية التي تمتلكها المملكة في أراضيها وطبيعتها التي لا مثيل لها وقدرتها على منافسة أقوى دول العالم في استضافة الأحداث الكبرى.
وتسابق نجوم السباق المشاركين على تقديم عبارات الشكر والتقدير لحكومة وشعب المملكة، مع تفاعل وإعجاب متابعيهم في تلك الحسابات، الذين عاشوا معهم تجربة فريدة مليئة بأجمل لحظات المتعة والاستمتاع بالمنافسة التي اعتادت عليه في هذا الرالي الأصعب في العالم.
عقيدة عمل وزارة الرياضة
نحن معجبون جداً بما وصل إليه وطننا من تطور ورقي بموازاة تبنّيه للرياضة وإحيائها بشتى مفرداتها.
لقد كان «رالي داكار السعودية 2022» احتفالية رياضية سياحية شاملة بعناوين المنافسة الشريفة والمواهب الرياضية والقدرات البشرية، وإن الاتفاقية التي مدتها 10 سنوات بين المملكة ومنظمة أماوري سبورت المالكة لرالي داكار في إقامة الرالي كشفت عن اهتمام قيادتنا الرشيدة بجودة الحياة، ودفعت الآخرين إلى إعادة التفكير في الارتقاء بالرياضة وإثراء المعرفة بالكنوز الحضارية والتراثية والإنسانية.
لقد عملت وزارة الرياضة منذ عقد تلك الاتفاقية بالتخطيط الدقيق لكل تفاصيل الحدث مسترشدة بتوجيهات القيادة الرشيدة لتنظيم حدث تاريخي رياضي يليق بسمعة المملكة، وحرصت على تنسيق الجهود وحشد الطاقات والعمل بروح الفريق وتعزيز جاهزية مناطق المملكة ومحافظاتها للرالي الأصعب.
وكرَّست وزارة الرياضة بمتابعة من وزيرها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ورئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالله الفيصل جهودها لضمان نجاح هذا المشروع الوطني الرياضي الضخم وتعزيز العمل الجماعي المتناغم بين كل المؤسسات والجهات على المستوى المحلي ومع الشركاء والمشاركين في الحدث، ونجحت في إتمام مهمتها على أكمل وجه في النسخة الثالثة من الرالي.