وفاء آل منصور
اختلفت المعايير العميقة لكل العلاقات من حولنا وأصبحت تساغ بمعان كثيرة شديدة البعد عن مسميات العلاقات التي نعرفها فيما بيننا، حتى فقدت معناها وبريقها وتغيّر مفهومها المتداول منذ الأزل. كان لها وقارها واحترامها وصدى قوتها المنتشر بين الناس إلى أن أصبحت تُقاس بالمناسبات والاجتماعات سواء مناسبات الفرح التي أصبح الكثير يتثاقلها لما فيها من خسائر مادية أو مراسم العزاء التي تسجل حضورك فيها بحزنك لتخرج منها مثقل الروح والحواس.
وتبقى علاقات العمل أركزها وأصدقها؛ تمتاز بالوضوح والعقلانية علاقة عمل وتنتهي بانتهاء ساعات الدوام، تمتاز بالاتزان والصدق، هذا ما جعل البعض منَّا ما زالت علاقتهم مستمرة بكل ود واحترام لأن الوسطية والاتزان أساسها وأهم قواعدها.. أما علاقات الدراسة ما بين وحلٍ وهضبة فحين تتلاطم أعينهم بأعين بعض تبتعد بسرعة وكأنهم لم يتبادلوا الضحك معاً من قبل على مقاعد الدراسة ولم يتشاركوا وميض الصداقة لسنين كثيرة، يخشون على أنفسهم من مطبات الذاكرة العتيقة التي تحمل لبعضهم سوء العلاقات وعدم اختيار رفيق العمر الذي يتمناه..
فالعلاقات لا تُقاس بالسنين ولا بمدى ما نحمله من ذكريات معهم، كم من ذكرى ما زالت عالقة وسقط صاحبها مع السنين، بل قد تكون ببضع لحظاتِ وشعور متبادل مع البعض ...
استمرارية العلاقات مرتبطة باستمرار الشعور المرتبطة بالخيوط الأثيرية التي تُنسج مع العمر وفي لحظات الهدم يتم قصها فتتلاشى العلاقات من تلقاء نفسها..!.