«إننا نبذل النفس والنفيس في سبيل راحة هذه البلاد وحمايتها»، جُملة رنت بأُذُنِ التاريخ للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، لينتصر (العاشق للتاريخ)، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بل ولقرون ثلاثة من حياة المملكة العربية السعودية، شعباً وحضارة، في صحراء شاسعة اجتمع في كينونتها وكيانها العديد من المميزات التي ميزها الله -سبحانه وتعالى- بها، وشُكلت هويتهُ على مساحة اختصها الله وحدها بمهبط قرآنه ودينه، لينشأ عليها دولة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وبزغ نور اللغة العربية بشقيها المحكي والمكتوب، لدعوة إبراهيم عليه السلام له في مُحكم كتابه بالأمن والرخاء... ليُعلن التأسيس الأول للمملكة مُتحدة بعد ضروب الجهل، والفقر، وانعدام الأمن، قيام الدولة السعودية على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في 30 جمادى الآخرة 1139هـ/ 22 فبراير 1727م.. ليكون المجد بأمر ملكي كريم مُسجلاً يوم 22 من شهر فبراير كل عام ذكرى سنوية للتأسيس العظيم كميلاد وطن هو قُدس الأقداس حاضنة لقبلة المسلمين، وحافظة للعروبة والدين، وصائنة حُرمة الجار والمستجير، وحارسة لكل قيم الإنسانية ترفرف على خارطتها وحول (أربعة أخماس من مساحة الجزيرة العربية)، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى يستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد من أجل مستقبلهم الزاهر، وهم منتشون بنصر التغيير لبوصلة مملكتهم نحو الريادة العربية والقيادة الدولية بالاستقرار والتنمية، والعلم، والأمن والأمان ولبنة جديدة في سلم تعزيز الانتماء الوطني والفخر بهذه البلاد المباركة وقادتها وتاريخها.
وكان لا بد من ربط تلك التجارب السياسية الفريدة، منذ اللحظة الأولى بآخرها، أي منذ تشكيل صيغة الدولة السعودية التي انطلقت من الدرعية، حتى قيام ولأول مرة في الجزيرة العربية، يوم التأسيس لتعزيز مكان ومكانة روحية واستراتيجية، مُعلناً أن السعوديين قيادة وشعباً ماضون في مسيرتهم بخُطى ريادية يعُم خيراتها على البشرية وبالأخص بيتهم العربي، وقبلتهم الإسلامية، وأنهم درع للأمن والسلم العالمي.
** **
- خالد الجاسر