نفرح ونبتهج عندما نسمح أو نرى مواطناً سعودياً أو حتى مقيماً قام باختراع يعود على الوطن والمواطنين بأي فائدة كانت، حيث تبدأ الاختراعات بسيطة ثم تكبر وتنمو وتتكاثر وتتفرع وتعدى وتفرى وتحفز الآخرين بالحذو حذو المخترع الأول، بل تفتح لهم الآفاق والميادين الكثيرة للابتكارات، ولكن وأقولها بحسرة عندما يصدمون بعدم اللا مبالاة والاكتراث باختراعاتهم وتشجيعهم وتحفيزهم ومساعدتهم على بذل المزيد وتعبيد الطرق أمامهم لتطوير اختراعاتهم، فهذا والله لعمري غاية الاستهتار واللا مبالاة، وحرمان الوطن والمواطن والأمة بكل مكوناتها من الاستفادة من هؤلاء العباقرة الذين بذلوا جهوداً ووقتاً نفيساً وعرقاً وأموالاً كثيرة وكبيرة في سبيل أن ترى النور اختراعاتهم وابتكاراتهم بسبب جاهل بقيمة اختراعاتهم أو حسداً من عند أنفسهم أو روتيناً قاتلاً، وآخر مثال على ذلك ولن يكون الأخير ذلك الشاب الذي طوّر دواء يقتل سوسة النخيل وصاحبتها العقرانه في دقائق وساعات وطرق أبواب كثيرة فلم تفتح له فاضطر إلى الذهاب باختراعه الى كندا ليسجله هناك، علماً بأن كندا ليست بأرض نخيل ولا يأكلون التمر ولا ينتفعون بمخرجاته، إلا أنهم رحبوا به وشجعوا وسجلوا اختراعه، وأسّس شركة دولية لمكافحة سوسة النخيل والعقرانه التي تعاني منها المملكة منذ عشرات السنين، ولم تفلح وزارة الزراعة أو البنك الزراعي في تطوير مركز أبحاث لمكافحة هذه السوسة، مما قضى على كثير من أشجار النخيل في بلادنا والبلدان المجاورة العربية والإسلامية التي تنمو في أراضيها هذه الشجرة المباركة التي وصفها الله في كتابه الكريم بالباسقات لها طلع نضيد، وهذا أجمل وأدق وصف للنخلة وهي عطاء خير من رب رحيم وفوائدها لا تعد ولا تحصى ألوان ثمرها عند النضوج لآلئ فريدة المنظر تسر الناظرين ما بين أخضر وأحمر وأصفر وأسود وبركتها أكبر من أن تحصى ولعظمتها قال ربنا إن تسبيحة واحدة يغرس للمسلم بها نخلة في الجنة وشبهها نبينا عليه الصلاة والسلام بالمؤمن فهي شجرة لا يتحات ورقها وذا ظل ظليل ومنظر خلاب يسحر العيون ويملأ النفوس بهجة وصوراً، خاصة وقت إيناع ثمرها ونضجه وكانت في الماضي بمثابة بترول المملكة ووقود الاقتصاد وما زالت رافداً مهماً له قبل أن تتداعى علينا الأكلة على القصعة وقبل أن تغزو أجيالنا الشكولاته البلجيكية والسويسرية والفرنسية والبريطانية، بل وحتى التركية واللبنانية.
وإني لأرجو الله أن أرى اليوم الذي يؤخذ بيد كل مخترع مهما كان اختراعه صغيراً كان أو كبيراً حتى يستفيد الوطن والمواطن من كل جهد يبذله ابن من أبنائه، فجحا أولى بلحم ثوره منها.