أحمد المغلوث
لا أعتقد أنه يوجد مواطن في بلادنا لا يثمِّن ويقدِّر الدور الكبير الذي لعبته، بل والعظيم الذي قامت به «نزاهة» من خلال مكافحتها للفساد وكل دول العالم عانت وربما بعضها ما زال يعاني من ظاهرة الفساد الذي انتشر في مختلف قطاعاتها العامة والخاصة. وفي الماضي كنا نعيش حالة من الانهيار المهني والأخلاقي وحب الذات وتفضيل النفس والمصلحة الشخصية والأنانية على المجتمع والوطن. فساد الفساد في بعض القطاعات بصورة غير معقولة فلا تستطيع أن تنجز معاملة أو مصلحة إلا من خلال واسطة لها قيمتها والتي أتاحت لصاحبها الحصول والكسب غير المشروع لذلك بات البعض يملك الملايين بفضل بيعه لضميره ووطنيته وحرمان غيره من حقوقهم. بل بعضهم تحقق له ما لم يكن يحلم به مطلقاً من خلال مقولة «شدلي واقطع لك» أو الشرط أربعون ... إلخ وجميعنا يذكر صدور الأمر الملكي بتحويل اسم ديوان المراقبة العامة إلى الديوان العام للمحاسبة، وتم تأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في 13-4-1432هـ، وبعد فترة تم تعديل مسماها إلى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بهدف حماية المال العام، ومحاربة الفساد، والقضاء عليه، وتطهير المجتمع من آثاره الخطيرة، وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها، وأفرادها، ومستقبل أجيالها، وفي 12 ديسمبر 2019 صدر أمر ملكي بضم هيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتعمل الهيئة على حماية النزاهة ومكافحة الفساد في الأجهزة المشمولة باختصاصاتها وهي الجهات العامة في الدولة، والشركات لقد كان وقع ذلك على الوطن والمواطن بشرى خير وسعادة فالوطن فتح أبوابه واسعة لنزاهة لتقوم بعملها وسط تفاؤل بأن الوطن كل الوطن سوف يتطهر من وباء الفساد ومغرياته. وكل يوم تقريباً تطالعنا الأخبار الإيجابية والناجحة بنجاح جولاتها الرقابية التي تجاوزت الآلاف وتحقيقاتها الدقيقة مما ترتب عليها بعد التحقيق الدقيق في القضايا الإدارية والجنائية بإيقاف من ثبتت عليه التهمة أكان مواطنًا أو مقيمًا وفقًا لنظام الإجراءات الجزائية المتبعة. والوطن وهو يعيش في زمن الرؤية. ذات طبيعة حساسة وغاية في الأهمية من عمر الوطن. فالإنجازات والمشاريع كثيرة ومتعددة وفي كل مكان من «السعودية العظمى»، فأمام كل ذلك تحديات يجب التفكير والتركيز والتخطيط فيها وصولاً للأفضل وحسب ما تضمنته برامج وأجندات لوضع لبنات مستقبلية ووضع مشاريع مواكبة لطموح قيادتناالحكيمة التي تتمتع ببصيرة خلاَّقة. مما جعل العالم ينظر إلى وطننا باهتمام وتقدير لما تحقق خلال السنوات الماضية والقصيرة من عمر الزمن. وماذا بعد أن ما قامت به بلادنا في محاربة الفساد والضرب بيد من حديد على كل من تسوِّل له نفسه المساس بالمال العام أو حتى التكسّب من وظيفته مهما كان نوعها. وقد استطاعت بلادنا من خلال ما اتخذته من إجراءات صائبة وناجحة في محاربتها للفساد. مما دفع بالعديد من الدول إلى السير في نفس الطريق. وبالتالي باتت المملكة «ملهمة» لكثير من الدول في الشرق والغرب.. ولا شك بعد هذا أن ما قامت به في هذا المجال فهو كان معركة حقيقية انتصر فيها الوطن على ظاهرة الفساد وما زال يوالي انتصاراته ونجاحاته يوماً بعد يوم من خلال تعاون أصحاب الضمائر الحيَّة والمحبة للوطن ومكتسباته والمساهمة في نشر القيم والعدالة والبعد عن كل ما له علاقة بمخالفه القيم الإسلامية والدين والمبادئ السمحة وكل ما يشكِّل انتهاكاً صارخًا لكل الأعراف.. شكرًا وطني.