تحتاج الشركة الجديدة التي لا تزال في مراحل تأسيسها المبكر إلى التمويل للانطلاق، وفي حين أن معظم مؤسسي تلك الشركات يستخدمون أموالهم الخاصة للبدء في مشروعهم الناشئ، لكن هناك القليل منهم ينجحون في الوصول إلى مرحلة الربحية عبر التمويل الذاتي للشركة، وبالتالي يضطرون إلى البحث عن تمويل خارجي، بما في ذلك الحصول على القروض المصرفية، أو الاقتراض من العائلة والأصدقاء، أو اللجوء إلى الاستثمار الملائكي والتمويل الجماعي وغيرها.
وتسعى الشركات الناشئة في مراحل التأسيس إلى الحصول على الأموال للعديد من الأسباب، منها على سبيل المثال:
1- تطوير فكرة الشركة الناشئة على أساس متين: غالبًا ما يتطلب تطوير الفكرة الأولية إلى منتج قوي المزيد من المال وفرق عمل أكبر، هذا يعني أنه لكي تنشط فكرتك ستحتاج إلى تعيين المزيد من الموظفين وجذب المتخصصين في المجال وتغطية تكاليف الإنتاج والحفاظ على سير العمليات بثبات في مرحلة التطوير.
2- ميزانية التسويق: بمجرد بناء منتجك، بالتأكيد ستبدأ في التفكير فيما ستقوم به بعد ذلك وهو أن تحاول توصيله للجمهور، لكن توصيل منتجك إلى قاعدة واسعة من الجمهور يحتاج إلى المال والكثير من التخطيط الدقيق، وبما أن وجود ميزانية تسويقية تدعمك ستزيد من احتمالية نجاحك، فقد يكون هذا دافعا لك للحصول على التمويل.
3- سرعة الوصول إلى السوق: عندما تمتلك فكرة رائعة قادرة على اختراق سوق معين، سترغب في الاستحواذ على أكبر قدر ممكن منه، وللمنافسة مع الشركات الأخرى المهيمنة عليه ستحتاج إلى زيادة جهود التسويق والمبيعات وهذا ببساطة لن يتم عبر التمويل الذاتي المحدود وإنما عبر الحصول على تمويل خارجي أكبر.
4- الحصول على قيمة إضافية من المستثمرين: لكن المستثمرين يمكن أن يقدموا ما هو أكثر من المال بكثير، حيث إنهم يمكنهم أن يرشدوك ويساعدوك في الحصول على صفقات مع شركات أخرى لديهم اتصالات معها، ففي النهاية نجاحك في السوق سيكون من مصلحتهم أيضًا.
5- جذب اهتمام السوق والمستثمرين المستقبليين: إذا كانت شركتك الناشئة تدعمها أسماء كبرى في السوق سواء من شركات رأس المال المغامر أو من ملائكة الأعمال أو من التمويل الجماعي..إلخ، فهي إذًا لديها عوامل تشير إلى أن وضعها سيكون جيدا في المستقبل وبالتالي ستكتسب سمعة رائعة وتجذب الانتباه بطريقة لا يمكن أن تحصل عليها الشركات الممولة ذاتيًا، كل ذلك سيكون له مزايا كبيرة في الوصول إلى المواهب الوظيفية والمستشارين في المجال والوصول إلى المزيد من المال عبر رؤية المستثمرين المستقبليين لك على أنك تستحق أموالهم.
6- مخاطر شخصية أقل: عندما تمتلك مستثمرين يساهمون بجزء كبير من تمويل شركتك، هذا يحررك من مخاطر استنزاف حسابك البنكي الشخصي أثناء إطلاق شركتك الناشئة، حيث إن الشركات الممولة ذاتيًا من قبل مؤسسيها لا تعرف حدودًا من حيث كم الأموال التي قد تحتاجها وبالتالي يمكن أن تُلحق خسائر فادحة لهم، على جانب آخر، إن وجود علاقة رائعة مع مستثمرين جيدين قد يمنحك خروجًا سلسًا من شركتك إذا لم تنجح لأنهم ربما يكون لديهم مشاريع ناشئة أخرى تستطيع أن تتحول إليها.
7- السيولة النقدية: التمويل الخارجي من المستثمرين سيضمن وجود أموال في حساب الشركة البنكي إذا ما قضت الحاجة، مما يمنح الشركة الناشئة الاستقرار والقدرة على الصمود أمام العديد من الأحداث غير المتوقعة التي تعاني منها تلك الشركات والتي من المحتمل أن تؤدي إلى إغراق الشركات الناشئة ذاتية التمويل.