«الجزيرة» - الرياض:
شكّل «موسم الرياض» على امتداد وجهاته الترفيهية مظلةً تدعم الفنون التشكيلية الجدارية لعديد من الفنانين السعوديين، وأصبحت معظم تلك الجداريات أيقوناتٍ ترتبط بالوجهات التي تضمها، ولقيت بسبب إتقانها ورمزيّتها إعجابًا واسعًا من قبل زوار الموسم، واستوقفت العديد منهم للغوص في المشاهد التي أبدعتها المواهب السعودية بأحاسيس ومشاعر تلامس أفئدتهم، وتحلق بهم في عوالم الفن والإبداع.
وتحمل جداريات «بوليفارد رياض سيتي» رموزًا فنية وأبعادًا جمالية، تتسابق كاميرات هواتف الزوار لتصويرها في مختلف الأوقات، وهي تندرج ضمن مبادرات تجميل المناطق الترفيهية بأنامل سعودية متميزة في دقة الاختيار والتخطيط والتنفيذ، إذ نفذت جميع الجداريات التي يصل عددها لنحو 16 جدارية خلال فترة قياسية، ويصل ارتفاع أعلى واحدة منها إلى 20م، وتتوزع في: منطقة الموسيقى، والمنطقة الرياضية، ومنطقة «استديو»، وغيرها.وتستحوذ منطقة الموسيقى في «بوليفارد رياض سيتي» على النصيب الأكبر من اللوحات الجدارية، لاحتضانها عمالقة الفن والطرب في مسرح كوكب الشرق أم كلثوم، ومسرح العندليب عبدالحليم حافظ، إضافة إلى مطعم «درب الزلق» للراحل عبدالحسين عبدالرضا، ومطعم الفنان عبادي الجوهر.
وأضافت الرسومات الجدارية في «أوايسس»، إحدى وجهات «موسم الرياض»، بعدًا فنيًّا جديدًا في أنحاء المنطقة، إذ مثلت امتدادًا معاصرًا لفنون الرسم الجداري في كهوف المستوطنات البشرية القديمة، وتُعد المنطقة الثانية بين مناطق الموسم في استقطاب فنون الرسم الجدارية بعد منطقة «بوليفارد رياض سيتي.
وحصدت الجداريات التي رسمتها الفنانة السعودية نورة بنت سعيدان في منطقتي «أوايسس» و»بوليفارد رياض سيتي» إعجابًا كبيرًا من الزوار، حيث تميّزت بخلق الوعي تجاه الفن، وتعزيز مكانة الهوية المجتمعية والبيئية والفنية في «موسم الرياض»، عبر استخدام الزخارف المنوعة، وتحويلها لأشكال فنية وهندسية تمنح الزوار أحاسيس فريدة من خلال التصاميم والألوان.
وتنوعت رسومات نورة بنت سعيدان في أبعادها ما بين ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، مستخدمة تقنيات استعمال الظلال وتجسيمها، الأمر الذي أضفى تنوعًا في جداريّاتها المتنوعة، ودفع بها إلى المشاركة في التغذية البصرية لزوار موسم الرياض.