د.عبدالعزيز العمر
أصدقكم القول أنني توقفت طويلاً وأنا أحاول تحديد مفهوم أو مصطلح تجهيل، وأحاول تحديدًا الربط بين المصطلحين (تجهيل) و(تعليم)، يبدو لي أن المصطلح الأول هو معكوس الثاني، فالتجهيل هو نقيض التعليم. وكما اننا نحتاج إلى جهود كبيرة وأموال كافية لنعزز عملية التعليم فإننا نحتاج في المقابل إلى جهود وأموال كافيه لغلق وانحسار مساحات عملية التجهيل, لكن السؤال: لماذا نحتاج إلى معرفة طبيعة عملية التجهيل؟ الإجابة ببساطة هي لأننا ببساطة لا يمكن أن نبني أي عملية تعلم نوعية جديدة على أرضية سابقة من الجهل، والجهل هنا لا يعني بالضرورة انعدام المعرفة لدى الطلاب المتعلمين، بل يعني أن طلابنا يأتون إلى مدارسهم وهم يحملون في رؤوسهم معرفة ومفاهيم خاطئة ومقلوبة يستحيل بوجودها أن يقيم عليها طلابنا معرفة جديدة، فلابد حينئذ ان تتوجه جهود التعليم نحو تنظيف أدمغة بعض المتعلمين من أي ركام أو أحرش معرفية سابقة لا تصمد أمام ابسط تحليل منطقي علمي وتعيق اكتساب أي معرفة حقيقية جديدة. المعرفة التي أتحدث عنها هنا قد تكون أفكاراً معرفية علمية، وقد تكون منظومة من القيم والسلوكيات أو العادات الاجتماعية التي اكتسبها طلابنا من مصادر خاطئة.