د. تنيضب الفايدي
الرضا عن النفس يتطلب منا القناعة والتفاؤل والرضا، وكلها يخلق جواً من البهجة والسعادة والأمل، ومن مظاهر الرضا عن النفس ما يلي:
- أرض عن نفسك مهما كانت الظروف:
إذا أردت أن تكون سعيداً، يجب أن تؤمن بأن لا قيمة في معاقبة نفسك، إن الرضا عن النفس مهم للغاية، لأنه يجلب لك السعادة ويقلّل التوتر والقلق والضغط العصبي، هذا الإحساس يجعلك تنظر إلى ما لديك فقط ولا تنظر إلى ما لدى الآخرين، وهذه نقطة مهمة لحصول السعادة في الحياة، فهناك فقراء تراهم سعداء راضين نوعاً ما عن حالاتهم، وبالمقابل هناك أغنياء يملكون أموالاً طائلة لكنهم لا يشعرون بالسعادة؛ لأنهم غير راضين عن أنفسهم.
إن الرضا عن النفس يحتاج إلى أن ننظر إلى حياتنا بطريقة واقعية ومنطقية بحيث نقدر إمكانياتنا وقدراتنا ثم نضع أهدافاً في ضوء تلك الإمكانيات، ثم نبذل جهداً دائماً ومستمراً، حتى يمكن لنا الوصول إلى تلك الأهداف.
أتقن فن العيش في الحياة
حكمة تُقال في هذا المجال (إن من يتقن فن العيش مع نفسه لن يعرف البؤس أبداً) فيجب أن تعيش بدون تفكير في الماضي أو المستقبل، واستمتع بالحياة التي أعطاك الله سبحانه وتعالى بالإمكانيات التي تتوفر لديك، وحافظ على أداء أوامر الله سبحانه وتعالى وابتعد عمَّا نهاك الله عنه، فإذا تعلمت فن العيش في الحياة فإنك لا تعرف طريق اليأس والخضوع والسقوط، ولن تخضع لهمزات الشيطان، بل تعيش بكل راحة وسكون.
أدخل في بيتك فن أجواء المرح
للرضا عن النفس أدخل في بيتك المرح والضحك، لأن الجوّ في البيت له دورٌ كبيرٌ في العيش بالسعادة والفرح، ولإيجاد الجو المناسب في البيت عليك اتباع ما يلي:
- لا تأخذ كل شيء بجدية، بل اترك مجالاً للضحك والمرح، ولا تفكر أن ذلك يقلل هيبتك لدى أفراد الأسرة، بل بالعكس يزيد احترامك وشخصيتك داخل الأسرة حتى لا يمكن لكل واحد أن يشارك معك بدون أي حاجز.
- ابحث الفرح في كل شيء ولا يستطيع تحويل كل شيء إلى دعابة إلا شخص مرح، فمشاركتك مع أفراد أسرتك في الضحك والمرح يجلب السعادة في البيت.
- حاول أن تقضي بعض الأوقات مع عائلتك وتحدث معهم وشارك معهم في اللعب، كل ذلك يبعد القلق والتوتر والاضطراب عن محيط البيت.
ابتعد عن الذين ينكدون عليك العيش
من الأمور المهمة لطرد القلق أن تبتعد عن الذين يدخلون سموم القلق في حياتك، فبعض الناس يتكلمون في أمور لا تعنيهم أو يتكلمون بعبارات تترك على السامع آثار سيئة للغاية، فإذا عرفت بأن مصدر القلق والهمّ الشخص الفلاني، فيجدر بك أن تبتعد عنه حتى لا يقدر أن ينكد عليك ويسمم حياتك وينزع منك فرحة السعادة. وقد ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة».
ابتعد عن بعض الأسئلة غير المفيدة
إذا أراد المرء أن يعيش بالسعادة والاطمئنان دون أي قلق فعليه أن يبتعد عن الأسئلة غير المفيدة؛ وحتى عن الكلام غير المفيد، لأن الكلام الكثير خاصة إذا كان غير مفيد، فإنه يجلب القلق والتوتر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلام الكثير فعن أبي اليُسر كعبُ بن عَمرو أنَّ رجلاً قالَ يا رسولَ اللَّهِ دلَّني على عملٍ يدخلني الجنَّةَ، قالَ أمسِك هذا وأشارَ إلى لسانِه، فأعادَها عليهِ فقالَ ثَكِلتكَ أمُّكَ هل يُكبُ النَّاسَ على مناخرِهم في النَّارِ إلا حصائدُ ألسنتهم. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت). وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ).
فمن الضرورة للمرء أن يكبح رغبته بالكلام الكثير والسؤال غير المفيد، وأخذ دور المنصت أكثر من دور المتحدث، والتذكّر دائماً أن خير الكلام ما قلّ ودلّ.