عبد العزيز الهدلق
المثل الحجازي الجميل يقول «ليالي العيد تبان من عصاريها». وهذا المثل انطبق تماماً على مدرب الهلال جارديم، الذي كان واضحاً من البداية أنه ليس ضالة الهلال، وأن الهلال معه سيتوه في مسالك البطولات والمنافسات. فمنذ المعسكر الإعدادي بالنمسا قبل انطلاق الموسم كانت أفكاره واضحة، وابتدأت بمحاولته الاعتماد على جحفلي في مركز المحور، وظلت هذه الفكرة تطارده وتسيطر على ذهنه حتى آخر مباراة له مع الفريق عندما أخرج المحور الكولومبي الدولي كويلار ودفع بجحفلي أمام الأهلي المصري في مونديال أندية العالم. وما بين معسكر النمسا ومونديال أندية العالم جرت العديد من الأحداث والمواقف والأفكار الغريبة لهذا المدرب.
وقد تعالت أصوات المحبين، والفنيين المتخصصين وهي تحذِّر من هذا المدرب، وتؤكِّد أنه يقود الفريق في طريق منحدرة، وأن جهود الإدارة في الاستقطابات، وتطوير الفريق ستذهب هباء مع هذا المدرب ومعها أحلام وآمال الجماهير. ولكن الإدارة ظلت تكابر وتعاند وتتمسك بموقفها المؤيد للمدرب، وكأنها لا تملك رؤية فنية، أو مستشارين فنيين يقيِّمون عمل المدرب! وكأن الإدارة تنتظر حادث كارثي يحل بالفريق لتقوم بتغيير المدرب!
إن المجموعة التي يضمها الفريق من اللاعبين الأجانب والمحليين يتمناهم أي مدرب في العالم، ويراهن على تحقيق إنجازات كبرى معهم غير مسبوقة. ولكن مع جارديم تضاءل أمل الفريق في بطولة الدوري وخرج من مونديال أندية العالم بخسارة مؤلمة، في الوقت الذي كان فيه المدرج الأزرق يتطلع لبلوغ النهائي، أو ثالث العالم على أقل تقدير. ما حدث ليس مسؤولية جارديم وحده ولكن يشارك معه في تحمّل المسؤولية الإدارة التي أصرت على بقائه واستمراره، رغم كل المؤشرات الفنية التي كانت تؤكّد فشله، منذ وقت مبكر، وتحذّر بأنه ليس المدرب المناسب لفريق كبير كالهلال.
زوايا
** لو تمعنت الإدارة الهلالية في أرقام الفريق خلال مسيرته في الدوري لتبيَّن لها مقدار العجز الذي يعيشه الفريق دفاعاً وهجوماً.
** اللاعب المغربي عبدالرزاق حمدالله أصبح هدافاً كبيراً في الاتحاد مثلما كان في النصر ولكن بأخلاق وسلوكيات عالية ودون استفزاز المنافسين، ودون ممارسات تمثيلية، ودون ضربات جزاء من الخيال، ودون ارتكاب حركات «تكى وإلا ما تكى». فهو مع العميد هداف كامل المواصفات. لذلك كسب حب جماهير الاتحاد واحترام المنافسين.
** اللاعب محمد كنو فريقك كان خاسراً بهدفين وناقصاً لاعباً مهماً للطرد. ماذا تسمي فعلتك التي فعلتها مع مدافع الأهلي المصري؟! لن أقول لك بماذا وصفتها جماهير فريقك حفاظاً على مشاعرك.
** أكثر الخاسرين من رحيل جارديم هنا جحفلي وماريغا. فهما اللاعبان المفضّلان للمدرب. وكان يبني خططه الهجومية على الثاني على حساب قوميز سابقاً وكاريلو وأخيراً إيغالو!
** الأرجنتيني رامون دياز مدرب قدير وسجله حافل بالنجاحات، ومن ضمنها الهلال. وإن كانت نهاية تجربته مع الزعيم ليست على ما يرام. لأسباب لا علاقة لها بقدراته وكفاءته كمدرب. ولكن لمحاولته إتاحة الفرصة لابنه ليتعلّم التدرب. فقاد الهلال إلى كوارث أجبرت الإدارة حينها للاستغناء عنه. لذلك أنا متفائل بنجاحه هذه المرة لأنه لن يرتكب نفس الأخطاء السابقة، ولأن الفريق اليوم يضج بالعناصر الدولية المحلية والأجنبية التي تسهِّل مهمته.
** الاتحاد يتجه للتتويج ببطولة الدوري، وتمكّن من توسيع الفارق مع منافسيه إلى درجة تجعله في اطمئنان وثقة. وإن كسب البطولة فهو يستحقها لأنه قدَّم أفضل فريق في المنافسة، وأفضل أداء، وأفضل أرقام.