عثمان أبوبكر مالي
انتهت المشاركة الرابعة للكرة السعودية في بطولة العالم للأندية من غير جديد، بعد أن فشل ممثلها في الوصول إلى أبعد من المركز الرابع، وهو المركز نفسه الذي حققه في مشاركته الأولى في موسم 2019م، وهو المركز الذي سبق أن حصل عليه فريق الاتحاد في مشاركته الأولى في البطولة عام 2005م، وهو أول فريق عربي وآسيوي وخليجي يحقق هذا المركز، ولا يزال مسجلاً له (بجدارة) وهو أيضاً ثاني فريق في العالم يحصل على هذا المركز بعد فريق ريال مدريد الإسباني، الذي حل رابعاً في النسخة الأولى للبطولة (التجريبية) موسم 2000م التي استضافتها البرازيل وشارك فيها فريق النصر ممثل آسيا.
مشاركة الهلال خيبت آمال جماهيره وجماهير الكرة السعودية التي كانت تتوقع بل تنتظر أن تكون نتيجته (المحصلة) النهائية في البطولة الحصول على الميدالية البرونزية (المركز الثالث) على الأقل، ليكون أول فريق سعودي يصل إلى هذا المركز، وليعادل أكثر من فريق عربي حققوه خلال مشاركات ماضية، طوال تاريخ البطولة في سنواتها الثماني عشرة، وأولها منافسه الأهلي المصري، الذي كان أول فريق عربي يحقق المركز الثالث في البطولة، وكان ذلك في مشاركته الثانية عام 2006م، وليكون ثالث أقوى فريق في العالم، حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمعيار البطولة.
اكتفاء (الزعيم) بالمركز الرابع في البطولة، يجعلنا نتساءل هل بالفعل الدوري السعودي هو (أقوى دوري) آسيوي وعربي، وبأي معيار يأتي ذلك وكيف وممثله غير قادر في (المعيار الدولي) على تجاوز المركز الرابع وهو في أحسن حالاته؟! خاصة المشاركة الأخيرة، التي طعم فيها صفوفه بسبعة لاعبين أجانب، وبعد كل ذلك يعجز عن تجاوز المركز الرابع في بطولة العالم للأندية، وهو مركز ليس صعباً على الكرة الآسيوية والعربية والخليجية على الإطلاق، فقد حقق ممثلوها أكثر من ذلك، فبالإضافة إلى المركز الرابع الذي حققه (العميد) في أول مشاركة له، وحققه أيضاً الأهلي المصري عام (2012م) حققه فريق الجزيرة الإماراتي عام (2017م) وكان الفارق الوحيد أنه كان المستضيف في تلك البطولة (مثل البطولة الأخيرة تماماً) وحققه النجم الساحلي عام 2007م وسيويغنام الكوري (2010م) وكاشيو ريسول (2011م) وكاشيما انترز (2018م) اليابانيان وغوانغوا الصيني عام 2015م، بالإضافة إلى ذلك حققت فرق عربية وآسيوية المركزين الثالث والثاني قبل البطولة الحالية، فالأهلي (المصري) يحققه للمرة الثالثة، والسد (القطري) حققه عام 2011م، وأكثر من ذلك حقق فريق الرجاء البيضاوي المركز الثاني (الوصيف) عام 2013م في المغرب وحققه العين الإماراتي عام 2018م في أبوظبي، وكاشيما إنتلرز (الياباني) عام 2016م وفريق تغريس أونال (المكسيكي) عام 2020م وهناك فرق أخرى من دول ليست مشهورة كرويا حققت الوصافة، مثل فريق (ليغا دي كيتو) الأكوادوري عام 2008م، وفريق مازيمبي (الكونغو الديموقراطية) عام 2010م، ويبقى السؤال مطروحاً هل الدوري السعودي قوي (بالفعل)؟ فلماذا إذا يفشل ممثلوه (عالمياً) في صعود منصة التتويج؟!
كلام مشفر
« الفرق المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية تمثل أقوي فرق العالم في سنة المشاركة، وهي تحمل لقب بطل القارة التي يأتي منها، ولذلك فإن الترتيب النهائي للبطولة يمثل الأفضلية والقوة على مستوى العالم، ولا مجال للانتقاص من ذلك تحت أي ذريعة.
« أربع دول (فقط) في قارتين استضافت حتى الآن نسخ البطولة ثلاث منها في آسيا (اليابان والإمارات العربية المتحدة وقطر) والمغرب من إفريقيا، والبطولة القادمة كأنها على (كف عفريت) بعد أن قرر الاتحاد الدولي تغيير نظام البطولة، وإقامتها بمشاركة 24 فريقاً من القارات الخمس، وهو النظام الذي كان مقرراً أن تقام عليه البطولة الأخيرة في الصين قبل إلغاء القرار وإقامتها في الإمارات بصيغتها القديمة.
« إذا أقيمت البطولة القادمة بنسختها الجديدة ومشاركة 24 فريقاً فقد يشارك فيها أربع فرق من آسيا، إذا استضافت البطولة، فيكون للقارة حسب (التقسيم الجديد) مقعدان ونصف كمشاركة رسمية، بالإضافة إلى مقعد (أساسي) للبلد المضيف، في حين سيكون نصاب أوروبا 8 مقاعد، ونصاب أمريكا الشمالية 6 مقاعد وأفريقيا 3 مقاعد، وآسيا كما أسلفت 2.5 مقعد وأوقيانوسيا نصف مقعد.
« السؤال لماذا لا يسعى الاتحاد السعودي لكرة القدم لاستضافة البطولة في نسختها الجديدة المعدلة، فلبدنا يملك كل الإمكانيات والتجهيزات المطلوبة، ونحن شعب نحب الأولويات خاصة الرياضية منها.