د.شريف بن محمد الأتربي
يوفر التعليم الإلكتروني العديد من الأدوات التي تساعد المعلمين والمتعلمين على تجاوز الحدود المكانية - تعليم متزامن - والحدود الزمنية - تعليم غير متزامن - وذلك حال تم استخدامها بشكل صحيح ومتقن من قبل طرفي العملية التعليمية: الطلاب والمعلمين.
وقد ارتبط مصطلح «التعليم الإلكتروني» لفترة طويلة بالتدريب والتعليم غير المتزامن حتى جاء كوفيد19 واضطرت أغلب الحكومات في العالم إلى التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد - أحد أنماط التعلّم الإلكتروني- ولكنه ظل مرتبطاً أيضاً باستخدام أي جهاز رقمي، سواء لحضور حصة دراسية، أو لمشاهدة مقطع فيديو تعليمي، أو لقراءة مقال يثري المعرفة، أو حتى إجراء اختبارات سواء كانت متزامنة أو غير متزامنة.
والتعليم الإلكتروني (E-Learning)، هو نظام تفاعلي للتعليم، يُقدم للمتعلم باستخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، ويعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة تعرض المقررات الدراسية عبر الشبكات الإلكترونية، وتوفر سبل الإرشاد والتوجيه وتنظيم الاختبارات وكذلك إدارة المصادر والعمليات وتقويمها، ويمكن أن يكون متزامناً أو غير متزامن.
نحن غالبًا ما نستخدم التعليم الإلكتروني يوميًا لتطوير أنفسنا كأفراد بقصد أو دون قصد، فحين نقرأ المقالات ونشاهد مقاطع الفيديو عبر YouTube، وغيرها من الأدوات التقنية المتعدِّدة، فإننا هنا نستخدم أدوات من أدوات التعلّم الإلكتروني الذاتي، وهو أيضاً نمط من أنماط التعلّم الإلكتروني. وتستخدم الكثير من الشركات والمؤسسات التعليم الإلكتروني لتدريب موظفيها وتنميتهم مهنياً.
ويعد التعلّم الإلكتروني وسيلة من الوسائل التي دعمت العملية التعليمية وحولتها من التلقين إلى الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، وإبراز دور المتعلّم، وتحوله من متلق إلى مشارك، والمعلم من محاضر إلى موجه ومُيسر، وأسهمت أدوات التعلّم الإلكتروني المتعدّدة في تسريع العملية التعليمية والخروج بها من ضيق القاعة الصفية إلى آفاق العالم أجمع قديمهُ وحديثه.
ويمكن تعريف أدوات التعليم الإلكتروني بأنها: أدوات وبرامج وتطبيقات يمكن استخدامها في التعليم الإلكتروني، ويتم التواصل من خلالها بين المعلِّم والمتعلِّم، وتعتمد على الحاسب الآلي والإنترنت، وتعمل بطريقة منظمة، وبشكل تكاملي ومتفاعل كوحدة تمكن المتعلِّم من التحكّم فيها.
ومن أبرز أدوات التعليم الإلكتروني المتزامن وغير المتزامن؛ أدوات التواصل وتشمل:
- أدوات الدردشة (Chat)
- أدوات أنظمة الفصول الافتراضية عبر برنامج إدارة التعلّم (LMS) وتشمل البريد الإلكتروني، والواجبات والأنشطة.
- أدوات التواصل الصوتي والمرئي المرتبطة بتطبيقات التواصل الاجتماعي (Social Media).
- أدوات وتطبيقات تنظيم اللقاءات الافتراضية (Virtual Meeting)
- منتديات النقاش (Discussion Board)
- المدونات (Blogs)
- الويكي (Wiki)
- النشرات والإعلانات (Announcements)
- صفحات الويب التفاعلية والساكنة (Dynamic/Static Web Pages)
- الرسائل الصوتية والمرئية (Podcasting)
- ملف الأعمال الإلكتروني (E. Portfolio)
- قوائم الخدمة والإفادة (list serves)
كل هذه الأدوات توفر للمعلِّم والمتعلِّم إمكانية التواصل سواء لحظياً أو غير لحظي، وفي حال كان التعلّم المقدَّم للمتعلِّم متزامناً، فإن المعلِّم يمكنه استخدام أدوات التواصل اللحظية، مثل: الدردشة، والبريد الإلكتروني، والمنتديات،...
وحتى تحقق هذه الأدوات الأهداف المرجوة منها يجب أن يكون استخدامها في محلها الصحيح وليس فقط من أجل الاستخدام، كما ينبغي أن يُدرب المعلمين جيداً على استخدام هذه الأدوات، خاصة مع التفوق الواضح للمتعلمين عليهم في مجال استخدام التقنيات بمهارة وكفاءة عالية.
لقد يسَّرت التقنيات للمعلمين كل السبل لمساعدة المتعلمين على تحقيق أهداف التعلّم، فقط عليهم أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في جذب اهتمام المتعلّمين وخرطهم في العملية التعليمية، ويمكن لأدوات التواصل المتعدّدة في التعليم الإلكتروني أن تحقق هذا إذا وظّفت واستخدمت بشكل صحيح.