ـ على صعيد المسرح المحلي ينظر بعض المهتمين بشأنه إلى أن تلفزيوننا هو توصيلة المسرح للجمهور، فعن طريقه تعرف الجمهور المحلي على المسرح المصري والكويتي وعلى نجوم وأسماء مسرحيات الخليج والعرب، ويرون أن التلفزيون استضاف ممثلين ومخرجين، عربا وخليجيين، لكنه -أي التلفزيون- بعيداً عمّا يقدمه المسرح المحلي، ترى ما السبب؟ سؤال يتردد دائماً منذ سنين مضت وما زال قائماً، ففي اللقاءات التي تجمع بعض المسرحيين في مناسباتهم المسرحية، يتداول الحوار بينهم حول هذا السؤال والإجابة، منهم من يشير إلى أن التصوير التلفزيون للعرض المسرحي لا بد ان يتم بين الطرفين -التلفزيون والجهة المنتجة للمسرح-، وقد يقوم المنتج المسرحي بتصوير العرض وتسويقه، ويكون التلفزيون أحد المشترين.
مسرحي آخر يقول: فيما مضى كانت هناك عروض مسرحية موسمية تقدمها جهات رسمية مثل جمعية الثقافة والفنون، وأخرى كالأمانات في بعض المناطق، خاصة أمانة منطقة الرياض التي عرف عنها تقديم المسرح في مناسبات الأعياد، لكن تلك العروض ذهبت هباءً منثوراً، والسبب أن هذه الجهات لم تطرق باب التلفزيون لتصوير مسرحياتها ثم عرضها.
رأي حاد بعض الشيء يقوله أحد المهتمين بالمسرح: عدم اهتمام التلفزيون بالمسرح المحلي ربما لسببين؛ إما عقدة الخواجة أو أن المسؤول بالتلفزيون لا يعلم أن لدينا مسرحا ومسرحيين سعوديين على مستوى الكفاءة الفنية.
ولاهتمامي بالشأن المسرحي وعندما جاء دوري في الرأي، قلت متسائلاً: ما هو المسرح المحلي الذي غيبه التلفزيون؟ هل هو المسرح الاجتماعي الجماهيري صاحب النجم والشباك؟ أم المسرح الذي يعتمد على المنهج التجريبي والأداء الفقير إنتاجياً؟ وللحقيقة إن النوع الثاني (التجريبي) متوافر بكثرة، لكن ليس له جمهور، وبالتالي ليس من المعقول أن يصور ويعرض التلفزيون أعمالاً كهذه التي لا تجذب الجمهور، أما النوع الأول من المسرح وهو الجماهيري الاجتماعي فهو يحتاج إلى منتج جريء يقدم عملاً متكامل الأطراف الفنية، فيه نجوم شباك ونص يحاكي الناس وقضاياهم بإخراج سهل الرؤية، عندها سيأتي التلفزيون لتصوير العمل بدافع كسب المعلن، ولا أدل على ذلك مسرحية (الذيب في القليب) التي قدمها الفنان النجم ناصر القصبي وزملاؤه النجوم على مسرح جامعة الأميرة نورة قبل جائحة كورونا، وكان صداها جماهيرياً يفوق الوصف، وتم عرضها تلفزيونياً لحساب قناة إم بي سي، لتنال المسرحية رضا وإعجاب شريحة كبيرة من المشاهدين، هذا هو السؤال وهذه الإجابة عليه.
** **
- مشعل الرشيد