د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** منذُ صباه المبكرِ وهو واعٍ لمعاني صحبة الكبار؛ في الأمسِ عمرًا واليومَ قدرًا؛ فقد لازمَ والدَه رحمه الله فعرف أصدقاءَه، بل وأساتذته؛ في بيوتهم ونُزهاتهم ودكاكينهم، وربما فاته بعضُ جماليات الطفولة وقدرٌ من لهو الشباب لكنه اكتسبَ ما هو أرقى وأنقى.
** سعى مثلما سعد بلقاء شيخه وصديق والده القياديِّ الإداريِّ الأبرز والرقم الأهمّ في تأسيس ومأسسة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووزارة الشؤون الإسلامية معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حين زاره في منزله العامر، وأسعده أنْ وجدَ عنده سعادة السفير الأستاذ عبدالرحمن الناصر العوهلي، الذي مثَّل الوطن في أستراليا والهند والأردن، وأسسَ بنك التسليف، وابتدأ حياته العملية من أرامكو؛ فكانت جلسةً ملأى بالحوار والأفكار.
** دار الحديث عن معالي الدكتور عبدالله اليوسف الشبل رحمه الله، وهو خالُ السفير العوهلي، وأثنى الوزير التركي على عمله وتعامله وقت أن كان أمينًا فوكيلًا للجامعة في عهده، وأشار إلى تمكنه من اللغة الإنجليزية، ومهاراته الهندسية والطبية، وحفظه للقرآن الكريم، وعلميته التأريخية، وحسن إدارته المالية والإدارية.
** حكى أبو فهد عن علاقته بمجتمع عنيزة وصداقاته فيها، وإعجابه بأنموذج الشيخ عبدالرحمن السعدي، وزيارته لمعهد عنيزة في أوائل الثمانينيات الهجرية والتقائه بالمشايخ: محمد العثيمين وعلي الزامل وعبدالعزيز المساعد رحمهم الله.
** تحدث التركي باستفاضةٍ عن السفير محمد الحمد الشبيلي، وقال: إنه رقم يصعب تكراره، وأشار إلى أنه سبق أن اقترح على الملك خالد تدريب السفراء الجدد عنده، رحمهما الله.
** استفاض التركي في الحديث عن علاقته بالملك فيصل رحمه الله، وزيارته عددًا من الدول الأفريقية بتوجيهٍ من الملك، ودهشته حين رأى خطباء الجوامع في النيجر ملتزمين بارتداء المشلح والعقال المقصب تأثرًا بالملك، وأضاف أنه رأس وفدًا من كلية اللغة العربية للقائه، وأن شاعرًا عربيًا خاطبه في مطلع قصيدته بقوله: «يا حامي الحرمين» فقاطعه الملك قائلًا: حامي الحرمين هو الله سبحانه، أما أنا فخادمٌ لهما، ولم يأذن للشاعر بإكمال قصيدته بعدما كثرت مبالغاته.
** تحدث عن قرب صدور طبعة جديدة من كتابه (لمحاتٌ من الذاكرة) ليصبح مجموعةَ أجزاء، وهو مقترحٌ لصاحبكم سبق أن كتبه لمعاليه، وقال: إنه زار قبر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم، ودافع عنهما في مؤتمراتٍ وندواتٍ إسلامية، ولقي عنتًا في ذلك من أعداء الشيخين، كما حكى عن عمته السيدة فاطمة التركي وريادتها في تدريس الكتاتيب، والتحاق أكثر من ثلاثين طفلةً من فتيات «حرمة» بمدرستها، وزيارة الملك سعود إلى «حرمة» مرتين في السبعينيات الهجرية، والهدايا التي قدمها للأهالي خلالهما، ومشاركته في لعبة « الدراجة» أمام الملك.
** استعاد السفير العوهلي دراستَه وعمله في أرامكو، ودورَها في تكوينه ومهنيته، وألمح إلى عمله الدبلوماسي ورفضه عمادةَ السفراء في أستراليا كي لا يُضطرَّ للتعامل مع السفير الإسرائيلي، وأثنى أبو عبدالعزيز على دور الأمير مساعد بن عبدالرحمن في دعم تعليم المرأة قبل بدء التعليم النظامي وإصداره كتابًا حول ذلك، وعقّب التركي بمفارقاتٍ عن رفض أهالي بعض المدن تعليمَهن ثم قبولهم، بل وإقبالهم، وأهمية الحكمة والتدرج في التغيير.
** ليس هذا وحده ما دار في ساعة زمنٍ، بل أضعافه، ولعلها تثبتُ قيمة مجالسة الكبار، والأخذ عنهم والإفادة منهم، وللمجالس الخاصة حديثٌ قريبٌ بعون الله.
** الوقتُ عنوانُ صاحبه.