د.بكري معتوق عساس
سعدت كثيراً بانطلاقة ملتقى النص (18) بنادي جدة الأدبي والذي سيُقام في الأول من مارس برعاية جامعة الأعمال والتكنولوجيا وسوف يتم فيه تكريم مجموعة من الأدباء السعوديين منهم الأديب الأريب الذي شنّف الأسماع بأدبه، وأذهل القراء بحسن بيانه، إنه الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي على الكم الهائل من نتاجه الفكري والأدبي (تبارك الرحمن).
أبو بدر شخصية سعودية متميزة تأسرك بلطف تعامله وجمال كلماته وبراعة وإيجاز مفرداته، إنها لفتة وفاء من نادي جدة الأدبي لمن يستحق الوفاء والتكريم.
عرفت هذه الشخصية الكريمة في بداية فترة تشرّفي بقيادة جامعة أم القرى، وللتاريخ فقد كان محباً للجامعة ودائم الإشادة بها كنواة للتعليم العالي في المملكة، دائم السؤال والاستفسار عن أحبائه رغم أن الحق له في ذلك لكنها أخلاق الكبار. شخصياً لا يزال في الذاكرة عندما اتصل بي تلفونياً في بداية إدارتي للجامعة مبادراً وطالباً مني إن كان في الإمكان تكريم أحد الشخصيات التي خدمت الجامعة والمملكة في مجال النحو والصرف والتاريخ والتراث والمرجع في علم المخطوطات، وهو العالم الجليل والمحقق المدقق الأديب الشيخ عبد الرحمن بن سليمان العثيمين -رحمه الله- عضو هيئة التدريس في قسم النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، مع تعهده بإلقاء محاضرة عن هذه الشخصية التاريخية السعودية المتميزة. شرفت بالتعرّف على الأستاذ حمد القاضي أكثر عن طريق معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الأسبق وكذلك عن طريق الصديق الشيخ الإمام الأستاذ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم أمام وخطيب المسجد الحرام في المناسبات التي كانت تُقام له أثناء وجوده في مدينة مكة المكرمة.
استمر تواصلي مع (أبي بدر) وكم سعدت بأن أحظى بهذا الشرف فلا يمر وقت إلا ويصلني منه عن طريق وسائل التواصل ما أسعد وأشرف بقراءته والتعرّف عليه، فنعم الصديق الصدوق (يا أبا بدر).
قال الإمام الشافعي:
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ منصفا