أحمد المغلوث
مع إشراقة هذا اليوم يحتفل الوطن كل الوطن «بيوم التأسيس» هذا اليوم الذي بات خالدًا منذ لحظة انطلاقة تأسيسه على يد الإمام محمد بن سعود منذ نحو 3 قرون في عام 1139هـ الموافق منتصف فبراير/ شباط 1727م، وفي 27 يناير2022م أصدر خادم الحرمين الشريفين ملكنا المحبوب سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتحديد 22 من فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة السعودية ويصبح إجازة رسمية والذي يصادف ومن حسن حظ موعد نشر زاويتي الأسبوعية «رذاذ» هذا اليوم الثلاثاء، لذلك كان موضوعها يحمل عنوان «الأحاسيس والتأسيس» واختياري لهذا العنوان تجسيد لما يشعر به ويحسه كل مواطن ومواطنة من مشاعر وأحاسيس فياضة بالحب والولاء لهذا الكيان العظيم والذي استعصى على الغزاة كل الغزاة على مر الزمن، فما أروع أن يحتفل الوطن بهذا اليوم وسط احتفالية كبرى وشاملة أعد لها القيمون على اعدادها برامج عديدة تتناسب مع «الحدث» وتعبر في ذات الوقت عن اهتمام قيادة الوطن بهذا اليوم التاريخي والمجيد. ولاشك أن اختيار رموز شعار هذا اليوم من رموز بسيطة وموحية ومعبرة في ذات الوقت عن أيقونة اليوم وهويته الخلاقة.. التي تجسد افتخار المملكة بيوم تأسيسها العظيم.. وباعثة في نفوس الجميع حكومة وشعبا بفيض من «الأحاسيس» ذات الشجون والشؤون التي تشرق بحرارتها الدافئة في هذه الأيام الباردة التي تشعر الجميع بدفء الوطن مثل أم تحتضن أبناءها على مر الزمن.. فما أروعه من وطن، يحق لمن يعيش فيه بأن يفتخر به ويعتز وهو ينعم بأمنه واستقراره، وإذا كان الوطن يفخر بيوم التأسيس كما يفخر بيومه الوطن. فهو أيضاً قبل وبعد يفخر بوجود الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.. وكذلك تلك الكنوز من الآثار المختلفة المنتشرة في مناطق عدية من أرضنا الطيبة، وإذا كان تاريخنا منتشيًا وسعيدًا بوجود البيت العتيق في رحابه فهو اليوم سعيد وهو يشاهد احتفال الوطن بيوم تأسيسه على الإمام محمد بن سعود رحمه الله ورحم كل من شارك معه في انطلاقة التأسيس، والتي تعتبر ملحمة تاريخية كبيرة امتزج فيها الطموح بالحلم والإصرار والتضحية بالحقيقة التي باتت واقعا ها نحن نتذكره ونحتفل به، وشواهد هذا اليوم ها هي قائمة في ذاكرة التاريخ وفي بقايا من «الأماكن» التي انطلقت منها رحلة التأسيس حيث يجد كل من يشاهدها ما يثير في نفوسهم «أحاسيس» ومشاعر التقدير والاكبار لما فعله الأبطال الكبار.. مما جعل هذه الأماكن «الدرعي» منطقة جذب، تاريخيًا وثقافيًا وإبداعيًا وسياحيًا، وبالتالي لم تبخل عليها قيادة الوطن وهيئتها الموقرة بالاهتمام والتقدير.. وأخيرًا يوم التأسيس هو يوم كل مواطن وحتى مقيم في ربوعه بل لكل مواطن عربي ومسلم، يعتز بكونه ينتمي للعروبة والإسلام وبالتالي فهو يقدر هذا الوطن المقدس والعظيم بمكوناته الإسلامية ففيه بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه أفضل الصلوات والتسليم. كل هذه المكونات والتي لها عدة أوجه ولكنها ذات جواهر واحة كالماسة بوجوهها المختلفة المضيئة ولكنها «ماسة» واحدة وثمينة جدا. هي «السعودية» التي تؤمن بالثوابت الإسلامية وبالقيم في الحياة في ربوعها. فما أروعها من حياة تثير داخلنا المشاعر والأحاسيس ليس في هذا اليوم فقط وإنما في مختلف الأيام.. وكل يوم تأسيس وقيادتنا ووطننا ومواطنينا بكل خير.