محمد بن ماجد الغنام الدوسري
ها هي ذكرى يوم التأسيس على الأبواب؛ وحيث أرسلت ناظريك من الرياض إلى جدة فالخبر، ثم أبها، وجازان وصولاً إلى عرعر فتبوك، لا تجد إلا مظاهر التطور والحضارة، في كل شيء؛ أبنية عصرية وطرق آمنة وشوارع واسعة منظمة، ومدارس وكليات وجامعات بأحدث أساليب وبرامج التعليم، ودور صحية بأكمل النّظم، ومراكز تجارية شاملة، وأماكن ترفيهية، وحدائق بديعة في الشكل والمحتوى.
هذه ثلاثمئة وأربعة أعوام، هي عمر الدولة السعودية منذ نشأت، التي سعى في بنائها بخطوات حثيثة، ودأب لا يعرف السكون، أو التأخير، أئمة وملوك عظماء وأبطال أوفياء، أثّرتْ فيهم بيئتهم، التي شربوا من معين مبادئها حصافة الرأي، والحنكة، وإغاثة الملهوف، تطابقت معاييرهم على العدل وتحكيم القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدفهم جميعاً واحد وصوتهم واحد، وعملهم واحد، ومظلتهم واحدة، هي المملكة، وهذا هو السبب في استمرار هذه الدولة إلى يومنا هذا، رغم محاولات الأعداء وتكاثر المؤامرات والمكائد.
ها هو وطننا يحتفل في الثاني والعشرين من شهر فبراير، باليوم الأجمل والأغلى والأعزّ، يوم التأسيس، في مناسبة الذكرى الغالية، ونحن نعيش في ظل مراحل تطبيق الرؤية الوطنية 2030، التي اتجهت نحو الأولويات المستقبلية الاستثنائية، والخطط التنموية الكبرى والرؤى المختلفة لجميع القطاعات التي حفلت بالكثير من المنجزات والتميّز، بدءاً من برنامج «صنع في السعودية»، وليس انتهاء ببرنامج «شريك».. مروراً بإنشاء بنك التصدير والاستيراد ونظام الاستثمار التعديني، وإطلاق نيوم وآمالا ومشروع البحر الأحمر وبوابة الدرعية والقدية، وإطلاق الهيئات والمكاتب الإستراتيجية لتطوير المناطق وغيرها الكثير.
ليس من باب المبالغة القول إن وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) أصبح من أكثر الدول في العالم إلهاماً وتميزاً في العمل الحكومي؛ فقد أنعم الله عليه بقيادة نذرت نفسها وشعبها على تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل به حياة كريمة بإذن الله، وعلى مضاعفة دور وطننا وزيادة إسهامه في صناعة مستقبله، فوضعت كلمة «علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام» في قاموسها، وجعلت رفاهية العيش وجودة الحياة ومشاريع الاستثمار في المواطن السعودي هدفها، ورسخت الابتكار والإبداع أسلوبها، لتحقيق أهدافها، وقد أثبتت ذلك بما لا يدع مجالاً للشك في مواجهتها الواعية وتصديها المدروس لجائحة «فيروس كورونا»، التي حيّرت العالم كلّه وأصابته بالشلل.
وطننا يعيش ماضيه وحاضره بنظرة تستشرف المستقبل، يرسمه بقراراته، ورؤية يخطها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -.
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتم على وطننا نعمة الأمن والتطور والاستقرار، وأن يحفظه من كل سوء ومكروه، وأن يديم عمر دولتنا السعودية وخيرها الوفير.