حمد بن عبدالله القاضي
«إذا غضب أحدكم فليسكت»..
لعلها أصدق وأنجع وصفة لتفادي آثار الغضب وسلبياته من سيئ القول, وإيقاد العداوات, وتقطيع الصلات والأرحام..!
هذه الوصفة أتى بها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قبل أن يولد علماء النفس ودهاقنة التربية!!
حقاً.. إنه ليس أنجع من الصمت أو محاولة الصمت عندما يستبد الغضب بالإنسان.. فإذا ما ذهب الغضب فليقل ما يشاء..
وعندها لن يكون القول أحجاراً تهدم, بل سيجيء القول عتاباً يبتسم..!
والسؤال الأهم الآن:
من يستطيع إسكات غضبه ودرء انفعالاته.؟!
إنه لن يؤتى ذلك إلا ذو حظ عظيم
* * *
=2=
ذلك هو الطموح الأعظم
* صمتُّ متأثراً وأنا أقرأ هذه القصة التي يرويها التابعي رجاء بن حيوه عن الخليفة عمر بن عبدالعزيز:
(أمرني عمر بن عبدالعزيز أن أشتري له ثوباً بستة دراهم، فأتيته به فجسه وقال: هو على ما أحب لولا أن فيه ليناً. قال رجاء: فبكيت. قال: ما يبكيك؟ قال: أتيتك وأنت أمير بثوب بستمائة درهم فجسسته وقلت: هو على ما أحب لولا أن فيه خشونة، وأتيتك وأنت أمير المؤمنين بثوب بستة دراهم، فجسسته وقلت: هو على ما أحب لولا أن فيه ليناً. فقال عمر: يا رجاء إن لي نفساً تواقة، تاقت إلى فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، وتاقت إلي الإمارة فوليتها، وتاقت إلي الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلي الجنة فأرجو أن أدركها إن شاء الله عزّ وجل).
وبعد..!
لا أملك إلا أن أدعو أن يكون هذا الخليفة الزاهد قد أدرك الجنة التي تاقت نفسه إليها - وهو كذلك إن شاء الله - وأصمت فالقصة بكل عظمتها وزهد صاحبها فوق كل كلام.
ذلك هو الطموح الأعظم.
* * *
=3=
آخر الجداول
رداؤها قبس من خير أنوار
درعيةَ العزِّ يا حوريةَ الدارِ
ماذا تُخبينَ من بوحٍ وأسرارِ
تاريخُ نَجْدٍ على أثوابِها رُسِمتْ
حروفُهُ بمدادِ النورِ والنارِ
سلِ البُجيريَّ عن أنباءِ ملحمةٍ
وسلْ طريفَ الهوى والحُبِّ والثارِ
ميثاقُ حقٍّ على التوحيدِ أسّسَهُ
محمدانِ فمنصُورٌ وأنصاري
وأشرقت في ربوعِ المجدِ مملكةٌ
رِداؤها قبَسٌ من خيرِ أنوارِ
- شعر ماجد بن محمد الجهني