د.عبدالعزيز العمر
في القرن الحادي والعشرين دخلت معلمة رياض الأطفال صفها للمرة الأولى، وطلبت وبوجه عابس متجهم من الطلاب السود الجالسين في الصف الأول بالانتقال إلى الصف الأخير، وفي الوقت نفسه طلبت بكل لطف وبوجه باسم من الطلاب البيض الجالسين في الصف الأخير بالانتقال إلى الصف الأمامي، وكانت تساعد الطلاب البيض في الانتقال من الصف الخلفي إلى الصف الأمامي بحمل بعض أغراضهم المدرسية، لكنها لم تفعل الشيء نفسه مع الطلاب السود. في هذه الأثناء شعر الطلاب السود أن معلمتهم تمارس تمييزًا عنصريًا ضدهم، مما أثار لديهم قلقًا وحنقًا على معلمتهم. لكن المعلمة فاجأت طلابها بقولها إن درس اليوم عن التمييز العنصري في التاريخ الأمريكي، ثم اعتذرت للطلاب وقامت بإعادة الطلاب السود والطلاب البيض إلى مقاعدهم السابقة. يا لها من معلمة محترفة قدمت لطلابها درساً انحفر في أدمغتهم. وفي الشأن نفسه أذكر الموقف التالي، كان عضو هيئة تدريس من ذوي البشرة السوداء يروي لعميد كليته قصة رفض كليته قبول أمه عندما تخرجت من الثانوية العامة بتقدير يفوق كثيراً من قريناتها المقبولات، أبدى العميد للأستاذ أسفه وعرض على عضو هيئة التدريس قبول أمه في برنامج تختاره ودون أن تدفع أية رسوم جامعية، وبالفعل تقدمت الأم وقبلت قي الجامعة وتخرجت من الجامعة وأقامت لها الكلية احتفالاً خاصًا.