سليم السوطاني
تمرُّ المملكة العربية السعودية حالياً بكثير من المتغيرات، وخصوصاً على مستوى الفكر والثقافة وهناك مبادرات عدة في هذا الجانب، من خلال وزارة الثقافة والنشر، فالوطن يحتاج إلى حراك فكري يواكب التطلعات والتغيرات.
المجتمع السعودي يحتاج، في هذا الزمن، إلى النخب المثقفة الحقيقية؛ لتمسك بزمام الأمور وتظهر للنَّاس وتحاورهم وتناقشهم وتبسط لهم الأمور وما يحتاج إليه المستقبل من فكر حالم، ليعود بالنفع على الإنسانية بصفة خاصة وعلى الوطن بصفة عامة.
التغيرات التي تحدث يجب أن يواكبها إدراك وتشكيل وعي ثاقب يناسب الزمان والمكان، وأن يطلع النَّاس على النظرة الحالمة لما قد يصير في المستقبل من معرفة وتغير في أسلوب الحياة والازدهار في شتى المجالات، وكل ذلك يعود إلى فكر الإنسان.
يجب أن تمنح المساحات والمنابر الثقافية لهؤلاء المثقفين والمفكرين، الذين يستوعبون تفاصيل هذه المرحلة، وعندهم بُعد نظر إلى المستقبل، ولا يترك أفراد المجتمع لبعض المساحات في تويتر التي تقوم على أشباه مثقفين يبدؤون حديثهم بالبحث عن زيادة الوعي وطرح التساؤلات، ثم تتجه المساحة إلى التناقضات والآراء الشخصية وتصفية الحسابات، والاختلافات، ومحاولة تحجيم الآراء، وكثير من الشطحات، وجل المعرفات التي تبث هذه المساحات وتدعو إليها هي أسماء غير معروفة في مجال الفكر والثقافة!
أين هم المفكرون والمثقفون من هذه «الفوضى الثقافية والفكرية»، التي ضررها أكثر من نفعها، ولا يعوّل عليها لرفع زيادة الوعي سوى الوهن الثقافي والعفن الفكري؟
نشهد تغييرات عدة، وتحتاج هذه التغييرات إلى خط موازٍ لها من ناحية الفكر والثقافة، يخاطب العقول بالهدوء والتنوير وتشكيل الوعي الذي يخدم الإنسان والمكان.
النهضة تحتاج دائماً إلى فكر قوي يتماشى معها، ورسالتي إلى وزارة الثقافة لأجل العمل ليل نهار من أجل إظهار الأصوات الثقافية في الساحة، سواء من خلال التحدث إلى الجمهور، أم من خلال الكتابة وبث الوعي والإدراك إلى جميع من يقرأ ويبحث عمّن يلهمه ويساعده ليكون إنساناً إيجابياً يفكر بعمق.
تقوم الحضارات الكبرى دائماً على نتاج عقولٍ مفكرة ومبدعة تُحوّل المجتمع إلى أفراد إيجابيين يسهمون في بناء مجتمعاتهم وخدمة الإنسان والوطن.