«الجزيرة» - صالح الخزمري:
ليلة تكريمه بنادي جدة الأدبي والإشادة بمسيرته الثقافية والإعلامية الحافلة وباهتمامه بالشأن العام وهموم المجتمع، الكاتب والإعلامي والمحاور الثقافي الأستاذ حمد القاضي يقول: في لحظات المحبة تهرب الكلمات وتهرب الحروف، أحيانا العبرات هي التي تجسد مشاعري، وقال أحيانا تقف الكلمات على فم الإنسان في التعبير وإن كان وقف في كثير من المنصات والشاشات.
وقدم شكره لنادي جدة الأدبي ولرئيسه د. عبد الله السلمي ومجلس إدارته ومنسوبيه، معتبرا أن ما قدمه من عطاء يعد متواضعا وقدم شكره لجامعة الأعمال والتكنولوجيا ممثلة بشخص د. عبد الله دحلان وشكره على دعمه للثقافة وشكر الحاضرين والحاضرات وقال وما بقي في وجداني أعظم مما ينطق به اللسان، وختم القاضي بقوله نحن عندما نقول إن بلدنا له حضور سياسي واقتصادي واجتماعي علينا أن نفخر أن يكون أيضا لوطننا حضور ثقافي يضاهي حضوره السياسي والاقتصادي فنحن وطن الثقافة وأصلها ومنبعها، نفخر أن وطننا وطن الثقافة.
من جانبه أكد د. عبدالله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي على مكانة الأستاذ حمد القاضي وخدمته للثقافة والأدب مضيفا أنه كان رسولا من رسل الفكر والعطاء صاحب الكلمة الرقيقة، يسعدنا في نادي جدة الأدبي أن نطلق عليه: سفير الأدب.
وختم السلمي كلمته بشكر لله تعالى ثم لدولتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ثم لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الذي وافق على رعاية هذا الملتقى ثم لسمو نائبه ولسمو محافظ جدة ولجامعة الأعمال والتكنولوجيا ممثلة بالدكتور عبد الله دحلان وشكر كل الباحثين في الملتقى.
وفي كلمته الترحيبية عبر د. عبد الله دحلان - رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا عن فخره بمشاركة جامعة الأعمال والتكنولوجيا مع نادي جدة الأدبي النادي العريق، وبفخره أن يكون لدينا عمالقة في الصحافة والأدب في المملكة العربية السعودية وبفخوه أن يتم الاحتفاء بالأستاذ حمد القاضي.
وأضاف يأتي الحفل في مناسبة عظيمة علينا مناسبة التأسيس، كم هو فخر لنا أن يقود بلادنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بخطة مستقبلية.
وختم بتأكيده على أن جامعة الأعمال والتكنولوجيا ستقف يدا بيد مع نادي جدة الأدبي.
فيما أشاد د. عبد المحسن القحطاني بدور القاضي الثقافي: كان في الصحافة يعشق الحرف ويتلذذ بالكلمة فجاءت كلماته تبني ولا تهدم، تتفاءل ولا تتشاءم، لغته لغة جاذبة تدعوك إليها ولا تجفل منها. زاملته في كلية اللغة العربية ثم زاملته في الأزهر وكنا نتلقف مقالاته ونجتمع حولها.
عُقدت بعد ذلك الندوة التكريمية لتكريم الأستاذ حمد القاضي والتي تحدث فيها المشاركون عن مسيرته الثقافية ودوره وخاصة ما قدمه أثناء رئاسته لتحرير المجلة العربية وبرنامجه الشهير رحلة الكلمة واهتمامه بالشأن العام في مقالاته.
- حيث وقف الإعلامي منصور الخضيري على بعض سمات القاضي: أخي أبو بدر حباه الله تواضعا وعلاقات واسعة، توطدت العلاقة معه أثناء دراسة الماجستير في جامعة الأزهر، تاريخه الثقافي معروف لديكم وسأتحدث عن جوانب بحكم أنني من المقربين إليه ومن أبرزها غيرته الدينية وحسه الوطني، يسعى دائما للإصلاح، بار بوالديه، له مواقف إنسانية، دقته في تنظيم وقته ووفاؤه لأصدقائه.
- فيما أسهب الزميل د. إبراهيم التركي الحديث عن نشأة القاضي وأسرته في بيئة صغيرة اكتمل فيها جمال الريف وحيوية المدينة، وعن دراسته في مسقط رأسه عنيزة وبعض المحطات العملية من حياته، ولم يغفل التركي المجال الأبرز لأبي بدر المجال الثقافي في مواقع شتى كان من أبرزها رئاسة تحرير المجلة العربية، أما أبرز سماته فتتجلى في الوفاء ومن ذلك كتبه الوفائية، أما الجانب الإنساني للقاضي فحافل ومشرف.
- ووقف د. عايض الردادي على محطات عملية جمعته بالقاضي: في كلية اللغة العربية وكان وقتها يكتب زاويته: جداول في صحيفة الجزيرة، ثم جمعتنا مرحلة الماجستير والعمل في الإعلام ومجلس الشورى ومؤسسة حمد الجاسر وفي ندوات ثقافية.
عرفت حمد القاضي الإنسان المحب للخير المشفق على المحتاج البار بوالدته التي حرم من حنانها، عرفته باسما عف اللسان دائم السعي في رضا الناس، صحبته حضرا وسفرا ووجدته خير رفيق في السفر حفاظا على الدين وكريم الأخلاق وقل أن تخلو حقيبته من كتب أو قصاصات صحف، عُني في كتاباته بالشأن العام وهموم المجتمع، وقد لا يكتفي بذلك بل يهاتف المسؤول أو يزوره ليشرح له، برز في كتاباته الوفاء للراحلين، عشق اللغة العربية ودافع عنها بالبيان وباللسان في المؤتمرات والندوات واللقاءات في الإذاعة والتلفاز، كتب مئات المقالات وأشرف على عدد من الملاحق الأدبية، ارتبط اسمه بالمجلة العربية وارتبطت باسمه، فتح مجال الكتابة في المجلة العربية للكتاب من الداخل والخارج واحتفى برسائل القراء داخليا وخارجيا.
- في حين وقف أ. حسين بافقيه عند برنامج القاضي الشهير: رحلة الكلمة يقول أتصور أن كثيرا من المعلومات التي مازلت اختزنها في ذاكرتي عن رواد الأدب والثقافة في المملكة من ذلك البرنامج وأضاف حمد القاضي كنت أعده أستاذا لي أتلقى على يده دروسا كل أسبوع حينما يبدأ برنامج رحلة الكلمة، الأستاذ حمد لم يكن كأي مذيع أو أي مقدم، الأستاذ حمد كان يعيش دهشة المعرفة ومحبتها وما كان يعد برنامجه كما يعد الآخرون فيما أتصور.
واليوم رحلة الكلمة يعد جزءا من التراث الثقافي المرئي للمملكة العربية السعودية، تكوّن جيل بكامله في ذلك الوقت على هذا لبرنامج، حمد القاضي لأنه كان مثقِّفا استطاع أن يفتح المجلة العربية لكل الأجيال.