لم يكن يوم السبت بتاريخ 21-5-1443هـ يومًا عاديًا علي وعلى أبنائي الغاليين فقد تلقيت اتصالاً يفيد بسرعة التوجه لأحد المستشفيات الخاصة، ذهبت برفقة أبنائي ودخلت المستشفى وشاهدت زوجتي أم الوليد هيا بنت علي عويضة آل عادي القحطاني رحمها الله في غرفة الطوارئ وابني الصغير نائم بغرفة أخرى، اعتصمت بالله ولجأت له ولسان حالي حال القاسم الضمدي:
بنفسي عصر يوم السبت نعش
تهاداه المناكب والرقاب
تكفن بالثياب وليت جلدي
لها كفن وليت دمي خضاب
نقلت الزوجة الشابة إلى غرفة العناية المركزة ونمت مع ابني حاتم الذي يئن بوجعه البسيط فراق الأم الغالية فيستيقظ هاتفا بـ(ماما، ماما) وأنا أهدئ روعه وفي صباح يوم الأحد 22-5-1443 في السابعة صباحًا خرج الأطباء ليخبرونا بوفاتها فسجدت لله شكرًا وحمدًا فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، رحلت الزوجة الغالية إلى جوار ربها وخالقها، رحلت أم أولادي الغالية.
ولنا في وفاتها مواقف ودروس فهي طالبة العلم الصالحة الصبورة طالبة العلم والفضيلة أمضت آخر سنوات عمرها طالبة في كلية القانون بالجامعة الملكية بمملكة البحرين متفوقة مجتهدة تسلك سبيل العلم وهو طريق الجنة رحمها الله رحمة الأبرار وجمعني بها في جنات النعيم.
وهي الصابرة فقدت أحد أبنائها قبل وفاتها بمدة فسطرت أروع أمثلة الصبر لفقده، وصبرت لرحيل ابنها الأكبر لدواعي علاجه في أحد المراكز التابعة للملحقية الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة فتبتسم بصبر وإيمان.
رحمها الله رحمة واسعة ووسع عليها قبرها وجمعنا بها في الجنة وأبنائها في مستقر رحمته وجزاها الله أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب وهنيئًا لها وصلوات الله عليها ورحمته وهدايته.
** **
- د. علي بن عبدالله مفلح آل مريد