ألهمه خالقه لاسم (أمين)؛ فجعله اسماً لابنه؛ فكان عنواناً لعمله وعلمه!
إنّني أُدرك ما قاله (البيركامو) من أنَّ: العقل يُقاس بالنِّقاش، وأنَّ المحبة تُقاس بالمواقف!
كما أُدرك ما قاله (أفلاطون) من أنَّ: الكرامة مجد يأتي نتيجة عقل مستقيم جاد!
وأدرك -أيضًا- ما أدركه قبلي السباعي مصطفى من أنَّ: أولئك العظماء من جلّة رجال الأمّة، يبرزون على مسرح النهضة فيلعب كلٌّ دوره الذي أعدّته له الفطرة والطبيعة، وهيّأته لتمثيله الظروف والأحوال.
قد عرفتُ أبا أمين باحثاً، وأكاديميّاً، وإدارياً!
كافح في هذه الحياة مثلما كافح العلماء الأُوَل، فهو يعمل بصمت، ولا يحب الضوضاء؛ ولذلك فإنَّ الكتابة عنه مجازفة، لأنَّه لا يُحب أن يُمدح تواضعًا، ولا يمضي مع من تُسيّره رياح الإطراء يمنة ويسرة!
عرفتُه من الأشخاص الذين لا يبعثرون اهتماماتهم، ولا يصوِّب تركيزه إلَّا على ما كُلِّف به، ولا ينظر لغيره!
عقله كالحقل الذي يُروى بماء عذب؛ فكان نتاج علمه مؤثرًا في طلابه!
يحمل عقول العلماء؛ فإن كَتبَ كَتبَ بمزاجٍ خاصٍ!
وإن أشرفَ، أو عَلّم، أو وجّه، كان بإخلاصٍ!
يعتمل النَّقد كما يعتمل الدَّرس الأدبي، خاض غمارهما حتى اختلطا في منهجه ونهجه!
إنَّني من هنا أقول:
أنا وأبو أمين نلتقي في كثيرٍ من الخيوط!
إنَّ من الصعب أن تكتب كل ما تريد، والأصعب أن تتوارى عن كتابة ما تريد!
** **
أ.د. عبد الله بن ثقفان - قسم الأدب - جامعة الإمام