سأتحدث في هذه المقالة عن تجربة كانت فيصلا في حياتي، وهي تجربة كتابة بحث الماجستير (صورة المرأة في شعر عبد العزيز خوجة: دراسة موضوعاتية) تحت إشراف الدكتور القدير محمد القسومي.
هذا الأستاذ الذي لم تكن علاقتي به محصورة في التعليم والتوجيه، وإنما كانت تحمل الأهم بالنسبة لطالب العلم؛ إذ كانت تجربة مليئة بالثقة والتشجيع والدّعم النفسي وفتح الآفاق في البحث والاعتماد على النفس.
كان وما زال أستاذي ومعلمي ومرشدي الذي تعلمت على يديه ألا أفكر بالنقد ما دمت على ثقة بأنّني أسير على الطريق الصحيح. أستاذٌ بقلب أب يعطي بلا مقابل وبلا حدود، يعطي لأنه يحب العطاء، شجعني عندما أخترت دراسة الشاعر الوزير السابق للثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، شجعَّ الفكرة ورحَّب بهذه الشخصية، وطلب إليّ التواصل مع الوزير مباشرة؛ بحثا عن الجديد في حياته، كنت مترددة في هذا التواصل خصوصا أن الشاعر (وزير)، ولا أعلم هل لديه متسع من الوقت للإجابة على أسئلتي أم لا! لكن المفاجأة أنه رحب بكل سؤال وطلب مني نسخة من البحث بعد الانتهاء منه. وبعد الانتهاء من مناقشة البحث شجعني المشرف على طباعته، وبفضل من الله طبع البحث كتابًا (2000) نسخة، كان هذا الإنجاز بمثابة الانطلاقة الأولى لي في عالم البحث.
وإذا تحدثنا عن أسلوب الدكتور محمد في التواصل مع طلابه، نحد أن وقته كان لطلابه؛ كنت أتواصل معه في جميع الأوقات وأجد الترحيب وسعة الصدر والمساعدة إذا احتجت، كان يحترم آراء طلّابه ويأخذ اقتراحاتهم بعين الاعتبار ولا يقلل من شأنها. وأنا الآن زميلة له في القسم وأستشيره في كثير من الأمور الإدارية فأجد منه الترحيب والمساعدة.
الدكتور محمد من الأشخاص الذين يستحقون الشكر والتقدير على ما يقدمه من تحفيز وتوجيه لطلابه وللقسم والكلية بروحه الطيبة وأخلاقه الرائعة. أسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يبارك له في علمه وعمله؛ فجميع عبارات الشكر والتقدير لن تعبر عن امتناني وتقديري له.
** **
د. عبير العنزي - قسم الأدب - جامعة الإمام