د. صالح بن سعد اللحيدان
أستطيع القول على حالات تكون في هذا الحين لعلها قاب قوسين أو أدنى من الانتشار. وهذا وأيم الحق يدركه من أنصت بحواسة للحاصل في دهاليز الطرح في بعض البلاد العربية. وهنا أمران لا جرم بينان في سبيل ناهض على الوتيرة في سياق عالٍ مبين، الأول انتشر ما يسمى «المكتبات القرطاسية». وهذه من بيت القصيد بمكان فيكون فيها من يستعد للخدمة فيبحث للطالب ما يريد ويسلمه البحث كاملاً غير منقوص بمقابل مادي، فيكون الطالب كأنه هو من بحث وأصَّل وقعَّد واستنتج. وقد يكون البحث لدرجة الماجستير ونظر هذا يطول الثاني لعله يكمن في أمور في تحقيق الأخبار والروايات والآثار، منها العجلة وتداخل المعلومات، ومنها الأسلوب الإنشائي المتسم بالسرعة، ومن ذلك الخلط بين الخبر والأثر والرواية دون ضابط من عقل مكين، ومن ذلك كثرة النقولات والاستطراد المشين. من هنا فقد وجدت ما يلزم التنبه إليه في بعض البلاد العربية من هيئات ومراكز علمية ودور نشر مسؤولة، فقد بان لي الآتي: هناك تشابه كثير بين بعض المطروح من كتب المباحث العلمية مع تغيير طفيف لئلا يفطن إلى ذلك الثاني، هناك نقل واضح بين بعض كتب الآثار المحققة عصرياً، الثالث ليس هناك الروح العلمية التحقيقية مثلاً في الهامش يقال الأثر ضعيف لكنه يهمل الأهم وهو سبب وعلة الضعف، وهناك من يذكر المرجع لكنه يهمل الجزء والصفحة وهذه سابقة ممقوتة، وهناك من يعول في التخريج والتحقيق التاريخي والروايات على كتب المعاصرين بينما الأصل واقتضاء الأمانة إنما يكون المعول عليه كتب الأقدمين لأنها تشرب من ماء قراح صافٍ غير ذي كدر، ومن ذلك فلعل بعضاً ما يكلف طالباً أو أكثر لتحضير مادة علمية كمقدمة للدكتواراة والذي يتابع بحاسة سادسة يجد دون ريب اهتزاز الطرح مما موجبه أن يكون ثقيلاً، ولا جرم ومحصلة القول أنه لابد من الشعور بالمسؤولية أمام الله جلت قدرته وعمَّ علمه، ولابد من بعث اللاشعور اليقيني ودفع الغريزة الإيمانية وصدق التوجه، ذلك أن الندم والأسف عند تقدم العمر مؤلم جد، مؤلم إذا تذكر الفاعل ما فعل ولاسيما أن ما يكسبه من مال يجنح إلى سبيل الحرام. لقد تشابهت كثير من الأطروحات تشابهاً واضحاً لمن درس وقارن وتعمق، وهذه باكرة مني لعله يلتفت إليها من أجل طرح الإتكالية ونبذ الحيل. وهذا وهي مني صادقة سبيل جليل للتجديد النوعي على غرار ما كان في حين من الدهر كان فيه مثل الدار قطني وابن عساكر والكشمهينيالسيرافي وابن العربي والمستملي، دع عنك يحيى القطان وحماد بن زبد وحماد بن أسامة.