عوض مانع القحطاني - الرياض:
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، دور مجلس التعاون كركيزة أساسية للأمن والاستقرار وتعزيز السلام العادل.
جاء ذلك خلال مشاركته، في المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام العادل المنعقد في العاصمة المالطية فاليتا، تحت رعاية رئيس جمهوريه مالطا الدكتور جورج فيلا، وبتنظيم من مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، بمشاركة نخبة من القيادات والسياسيين والمفكرين.
وأشاد معالي الأمين العام لمجلس التعاون بنتائج أعمال المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل بنسخته الأولى الذي عقد في لاهاي عام 2019، التي أكدت على تعليم قيم ومبادئ السلام في المناهج التعليمية، والعمل على تنشئة جيل واعٍ في بيئة آمنة يسودها السلام والاحترام، وإدراج الوعي الوطني الذي يحافظ على التراث الثقافي ونشر ثقافة السلام بين المجتمعات، وتعزيز الثراء الثقافي وهويات المناطق وتعزيز قيم التسامح والتواصل بين مكونات المجتمعات، ووضع الإستراتيجيات اللازمة لمنع النزاعات المسلحة، وتعزيز الدبلوماسية الوقائية في ظل ما يشهده العالم من صراعات واضطرابات وتهديدات مستمرة للأمن والاستقرار الدوليين.
وأوضح أن المنتدى الذي يحمل عنوان «القيادة من أجل السلام العادل»، يبين جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز ثقافه السلام العادل، وضرورة تكامل الجهود لترسيخ ثقافة السلام العادل، مشيرًا إلى أن المجلس لعب دورًا رئيسًا ومحوريًا منذ تأسيسه في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة إلى دعوته للحوار كوسيلة لحل النزاعات تحت مظلة ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال: «استشعر المجلس أهمية تعزيز ثقافة السلام العادل وضرورة تعزيز مفاهيم السلام والعمل الجماعي لتحققه، حيث يولي أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون -حفظهم الله- الاهتمام البالغ في صون الهوية الثقافية، وجعلها ركنًا أساسيًا في الخطط الإستراتيجية التنموية الهادفة لبناء الدولة والإنسان، واعتمدوا الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2020 - 2030م، التي أكدت بأن المشاركة الثقافية حق لكل مواطن إنتاجًا واستفادة وحوارًا ونقدًا، والعمل على استيعاب روح العصر بتوظيف العلم والتقنية في المجالات الثقافية والحوار مع الثقافات الأخرى لتعزيز قيم السلام، باعتبارها مكونًا أساسيًا من مكونات الحضارة الإنسانية، والتركيز على مبادئ التسامح والتعايش والحوار واحترام الآخر ونبذ مظاهر العنف والتعصب والتطرف».
وأضاف: «إن محور الأمن الثقافي ركز على تعزيز قيم الوسطية والتسامح والحوار والتعايش واحترام القانون بين مكونات المجتمع، ودعم حرية الفكر والإبداع وحماية المجتمع، وخصوصا الطفل، من الثقافة المحرضة على العنف»، مؤكدا أن المجلس يسعى من خلال مشاركاته في المحافل والفعاليات الثقافية الدولية، إلى بناء وتفعيل الشراكات الإستراتيجية مع الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية والاستفادة من تجاربها في دعم وتشجيع وإرساء ثقافة السلام بين أطياف المجتمعات، والمشاركة في كل ما يضيف ويثري مفهوم السلام، مشيرًا إلى أن بناء ثقافة السلام مهمة مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية، وتوحيد الصفوف في مواجهة التطرف الفكري، ونبذ العنف، وتربية النشء الجديد على القيم الفاضلة والتسامح واحترام حقوق الإنسان.
وتحدث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ثقافة السلام ومفهومها، مؤكدًا أن دول المجلس أولت الاهتمام في خططها الإستراتيجية والتنموية ورؤاها المستقبلية إلى إشراك جميع فئات المجتمع في ثقافة السلام، وبخاصة المرأة التي تعد نصف المجتمع وفئة الشباب التي تمثل عماد المستقبل، وتشكل ما يزيد عن 60 % من فئات المجتمع.
وأكد أن المنتدى يشكل فرصة تاريخية لحشد وتكامل الجهود العالمية لترسيخ ثقافة السلام العادل من خلال المبادرة والقيادة من أجل السلام العادل، مبينًا أن جهود الجميع تركز على تعزيز ثقافة السلام العادل كأسلوب تعايش ومطلب ضروري لضمان مستقبل أفضل، مشيرًا إلى أن العالم يموج باضطرابات وكوارث وأزمات غير مسبوقة.
وتطرق الدكتور الحجرف إلى أنه في الوقت الذي يأمل فيه الجميع تعزيز ثقافة السلام العادل، توجد ملايين الأسر المشردة وملايين الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحروب والكوارث والنزاعات، ويمثلون أهدافًا سهلة للفكر المتطرف والإرهاب، إضافة إلى أن هناك عملًا منظمًا لنقيضه من خلال بعض وسائل الإعلام وبعض منصات التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى تغذية الصراعات والنزاعات والإرهاب، وهناك ملايين من الشباب في مناطق كثيرة حول العالم ممن فقدوا المستقبل واستسلموا لليأس والإحباط، مؤكدًا أن هذا الأمر يحتم على الجميع ضرورة تعزيز ثقافة السلام العادل بوضع المهددات ضمن مستهدفات العمل الجماعي لمنح الشباب أينما كانوا أملًا بغد أفضل.