خالد بن حمد المالك
لا يتحدث سموه كثيرًا، وإن تحدث قال لمتابعيه ما لا يخطر على البال، إنه لا يغلف كلامه بالدبلوماسية هروبًا من كشف أوراقه للآخرين، فهو واضح كما الشمس في وسط النهار، وقد اعتاد على أن يواجه الناس بالحقائق والأرقام والوثائق، فلا يعطي بذلك فرصة للمشككين، أو ذوي النوايا السيئة، أو أولئك الذين اعتادوا على الاصطياد في الماء الآسن العكر.
* *
هو محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، الذي تعلَّم من مدرسة والده الملك سلمان الصدق والإخلاص والتفاني، وقد شابهه كثيرًا، ومن شابه سلمان فما ظلم، ولا قصَّر، ولا كان دون تحمُّل المسؤوليات الجسام في خدمة بلاده ومواطنيه.
* *
ها هو محمد بن سلمان بتوجيه من الملك لا يكل ولا يمل من العمل، من التجديد، والابتكار، في سلوك حضاري لا يتكرر ولا يُبارى سموه فيه، ومبادرات لا يحاكي فيها أحدًا، وإنما هي ولادة عصف فكره، وتجربته، وطموحه الذي لا حدود له في بناء دولة عصرية متطورة، تعتمد على التجديد والابتكار، في مسيرة لم تعتد عليها البلاد، ولم تمر بها، كما هي الآن في عهد الملك سلمان وولي عهده الشاب الطموح، المتقد حيويةً ونشاطًا وإبداعًا محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
* *
هو أمير لا يكرر كلامه، ولا يجتر ما يستجد من لقاءات له مع الإعلاميين مما كان قد تحدث به من قَبل، فهو مجدد، وصانع حدث، وقائد تغيير، وباني مجد، ولديه مع كل إنجاز مشروعه الذي يخاطب به المستقبل، برؤية 2030 وما بعدها، بالتخطيط، والتفكير الجاد، والحلم الكبير الذي رافقه منذ أن كان صغيرًا في سنِّه ومركزه وصلاحياته وتجربته.
* *
أقول بعض ما يجب أن يقال عن محمد بن سلمان، فهو الأمير القدوة، ذو التميز، والحنكة، والشجاعة، والإقدام، وتوظيفه لها مع غيرها لبناء دولة قوية وعملاقة وعظمى، يسودها الإصلاح، والتطور، والتجديد، والأمن، وخدمة المواطنين، وتأمين الاستقرار، وإزالة شبح الخوف من المستقبل.
* *
وفي حديثه مع مجلة (أتلانتيك) قال ما لم يقله من قبل، واختار الزمان والوسيلة الإعلامية المناسبين ليبشر مواطنيه بما لم يكن يخطر على البال، ويضعهم والعالم أمام حقيقة ما يجري في بلادنا من مشروعات ضخمة، وأعمال جبَّارة، وإصلاحات غير مسبوقة، وعمل متسارع على امتداد ساعات اليوم في الدرعية والقدية وجزر البحر الأحمر والعلا ونيوم وذا لاين وجدة التاريخية وغيرها.
* *
كان حديث سموه واضحًا، وصريحًا، وشفَّافًا، دون غموض في رأي، أو كلمة، أو وجود مناورة دبلوماسية للهروب من الأسئلة المباشرة، فالقانون - يقول الأمير بصراحة - يُطبق على الجميع، وليس لدينا مفهوم الدماء الملكية، والإصلاحات التي خُصت بها المرأة لم تكن استرضاء لأحد، والمتطرفون من السنة والشيعة معًا، وهم من اختطفوا الإسلام ولم يجدوا من يوقفهم عند حدهم.
* *
ومن العناوين اللافتة في حديث سموه، أن هناك مشروعًا لدى المملكة لتوثيق الأحاديث النبوية المثبتة سيرى النور خلال عامين، والدين الإسلامي يحث على احترام جميع الديانات والثقافات، وأنه لا يوجد احتكار للرأي الديني، فالسعودية تغيرت - يقول الأمير - عمَّا كانت عليه قبل سبع سنوات، فهي تنظر مثلاً إلى إسرائيل كحليف محتَمَل، لكن قبل ذلك عليها حل مشاكلها مع الفلسطينيين، والسعودية وإيران جارتان، ولا يمكن لأحدهما أن تتخلص من الأخرى، والحل بالتعايش.
* *
حديث ولي العهد لمجلة (أتلانتيك) ثري وغني بالمعلومات، فها هو يشير إلى أن المملكة من بين أسرع الدول نموًا في العالم، وأن اقتصادها سيحقق نموًا بنسبة 7 % العام المقبل، ولدينا اثنان من أكبر 10 صناديق في العالم، ومشاريعنا الضخمة إبداعية، ولا نسعى لتجارب مستنسخة من الغير، مع اعتراف سموه بوجود من يريد إفشال رؤية 2030 لكن رسالة الأمير لهم: مشروعنا لن يفشل أبدًا.
* *
هذا هو محمد بن سلمان، إن لم يقنعكم كلامه، فخذوا أنفسكم في جولة إلى مواقع مشروعاته وستجدون أكثر مما تحدث عنه، وأن العمل يسير بوتيرة متسارعة، وهي في موقع العين ومشاهدة، والانفتاح مظاهره واضحة، والإصلاحات التي تمت وتتم لا حدود لها، ألم أعنون كتابي عن سموه بأنه (قائد التغيير)، تسلم سمو الأمير.