علي الخزيم
الأحداث الدولية الأخيرة والصدام بين الشرق والغرب نبَّه كثيرين إلى مفارقات وتبايناً بالتعامل مع الجاليات والعِرقيات داخل بعض الدول لا سيما التي تعيش الحدث ذاته؛ فقد استدعت بعض الأحداث والمواقف الدولية الأخيرة - على سبيل المثال - التذكير بمواقف الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية تجاه كافة المُقيمِين عربيّهم واجنبيّهم خلال جائحة كورونا، وكيف أن الجميع وجدوا الرعاية الكاملة كالمواطنين على حد سواء، وبالمثل يتذكر العالم كيف عاملت المملكة الاخوة الأشقاء من سوريا واليمن واندماجهم بين مواطني المملكة دون فروق أو شروط، يمارسون أعمالهم برغبتهم دون تدخل؛ سوى تطبيق الأنظمة المعتادة التي يطبقها السعوديون قبلهم، بل إن أوامر سامية تصدر بين فينة وأخرى من شأنها مراعاة ظروفهم وأحوالهم بهدف التخفيف من إجراءات التعامل معهم وتنقلاتهم، ثم أقول: إنه ومع كل أسف كانت ولا زالت أصوات مشبوهة تُجهد نفسها لتشويه كل هذه الجهود خدمة لأهداف جهات خارجية معروفة، والآن الصور العنصرية الحقيقية تظهر يومياً عبر شاشات التلفزة ضد العرب والمسلمين وغيرهم الهاربين بأرواحهم من منطقة الصراع والقذائف المُهلكة، يمنعونهم من استقلال وسائل النقل لتكون لأبناء جلدتهم وليذهب الباقون للجحيم، ويمكن استذكار تعالي أصوات مغرضة تستنكر تذمر شباب المملكة من تسلط مديري عمل ومسئولي موارد بشرية غير سعوديين ببعض شركاتنا يضطهدون الموظف المواطن أو يُضيِّقون عليه لإخراجه من الخدمة؛ ويتهموننا بالعنصرية لمجرد الانتصار المنطقي لابن البلد! ما دعا للعجب والاستغراب (احشفاً وسوء كيل)؟ فلينظروا الآن للعنصرية المؤكدة هناك والديموقراطيات المزعومة، وليحمدوا الله على النعمة التي يعيشونها بيننا.
ومن متابعة للأحداث والتقارير الإعلامية حولها؛ يُلاحظ أن بعض مراكز القرار الغربية وآلاتها الإعلامية ترى أن الشعوب العربية ودولا مماثلة أو (ما يطلقون عليه العالم الثالث) مُغيَّبة عن الواقع وينقصها الفهم السليم ويمكن تمرير المعلومات والأكاذيب عليهم بسهولة، ولم تُفلح مراكز الأبحاث والدراسات عندهم بادراك أن العرب وأمثالهم من الأمم باتوا لا يصدقون كل ما تعرضه أدواتهم الإعلامية، ويدققون كثيراً بتقاريرهم الإخبارية، ويقارنون الأقوال بالأفعال ويجدون ما يُبرهن على صدق حدسهم تجاه مثل تلك الجهات الإعلامية الغربية، وأركِّز هنا على أن المواطن العربي بعامة أصبح أكثر وعياً لا سيما بظل التجارب غير البعيدة التي أرادت منها جهات غربية معروفة خلخلة تماسك شعوب عربية وإسلامية وزرع الفتنة بينها وبين قياداتها وذلك بما سُمِّي الفوضى الخلاقة.
إذا عرفنا أن آلات إعلامية غربية تُظللنا بمعلومات غير واقعية لخدمة أهدافها في النزاعات التي تجري بأنحاء من العالم؛ فان محذورات من نوع آخر يلزم الانتباه لها والتعامل معها بحكمة؛ ذلكم أن دعوات أخذت تظهر بأنحاء من العالم الإسلامي وإن كانت ابتداءً على استحياء تنادي بالنفير للمشاركة بالمعارك التي تدور بين دول بعيدة عن بلادنا ولا تربطنا بها الَّا العلاقات المعتادة بين باقي الدول، وتصطبغ دعواتهم بمفردات تستثير عواطف البسطاء ممن يمكن السيطرة على مشاعرهم عبر الكلمات والأقوال التي ينسبونها تجاوزاً لبعض أعلام الإسلام للامعان بتأجيج حماس بعض الشباب المندفع بهذا الاتجاه الخاطئ ليكونوا وقوداً لمغامرات أيديولوجيات ذات أهداف مشبوهة.