عثمان أبوبكر مالي
ازدادت حالات الاستياء في وسطنا الرياضي من بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، بمواقفها المتناقضة وقراراتها المتضاربة، وأسلوب وطريقة تعاملها مع بعض الأندية الرياضية، والتباين الكبير جدًا والواضح وبفارق شاسع بين قرار وآخر أحيانًا وفي حالات متشابهة وأحيانًا في الحالة الواحدة؛ وكأن الأمر لا يتعلق بلوائح وأنظمة وبنود (معتمدة) ومصادق عليها!!
هذا الأمر ليس خاصًا بلجنة محددة، وإنما غالبية اللجان باختلاف مهامها سواء التنفيذية منها والرقابية والتنظيمية أو القانونية، وحتى غيرها مثل (غرفة فض المنازعات)، بل إن الأمر تجاوز هذه اللجان ووصل إلى أكبر جهاز قضائي (يتولى الفصل في المنازعات الرياضية وذات الصلة بالرياضة)، وأقصد (مركز التحكيم الرياضي) وهو الجهاز الذي تم إعادة تشكيله مطلع الأسبوع الحالي بعد جدل طويل، والسبب حسب - قانوني مختص وضليع في اللوائح والأنظمة والقوانين الرياضية - يتمحور في (مخالفة القواعد الإجرائية والنظام الأساسي للمركز نفسه)، فصدر قرار سمو رئيس اللجنة الأولمبية بإعادة تشكيل مجلس إدارة المركز، في خطوة مهمة لإعادة صياغة المركز و(استعادة الثقة والهيبة) التي اهتزت كثيرًا.
الأمر نفسه تحتاجه بعض اللجان التي تعيش حالة من التضجر الكبير وفقدان الثقة بسبب كثير من (عشوائية) العمل والتناقض في إجراءات التعامل مع بعض القضايا والتباين في بعض القرارات، والأهم من كل ذلك الاختلاف في المعايير (المعروفة) التي يؤخذ بها في إصدار القرارات و(تأليف) معايير مستحدثة وغير معروفه ولم يسبق العمل بها، والتي كان آخرها اعتماد تقرير (المنسق الإعلامي) للمباراة في إصدار عقوبة إيقاف لاعبي الاتحاد وضمك (عبدالرزاق حمد الله وفاروق شافعي) دون النظر أو الاكتراث بالميول، وهو أمر يحدث لأول مرة، أو على الأقل يعلن لأول مرة.
إذا استمرت اللجان (المعنية) تعتمد على الطريقة الحالية في إصدار بعض القرارات والتباين والاختلاف فيها فمن شأن ذلك أن يزيد (فقدان الثقة) ويسهل التفسيرات والتأويلات ويعزز الاحتقان بين الجماهير في المدرجات باختلاف انتماءاتهم وأنديتهم، والمطلوب (ببساطة) ثبات في الأخذ بالإجراءات وتطبيق القرارات والزمن الفاصل بين حدوث الخطأ وصدور وإعلان العقوبة من غير تسريع أو تمطيط ومن غير انحياز أو تخفيف، وإنما الكل يشرب من كأس واحدة والكيل للجميع بالمكيال نفسه.
كلام مشفر
« تكالبت الظروف على الفريق الاتحادي بمسلسل الغيابات للاعبين وبأسماء مهمة، لدرجة أنه لعب مباراة الكلاسيكو أمس في غياب كامل (العمود الفقري) للفريق، بسبب الإصابات والقرارات التحكيمية والإدارية أيضًا، حتى الآن لم يكتمل الفريق في أي مباراة من مباريات الدور الثاني، ورغم ذلك باقٍ وسيستمر في الصدارة بإذن الله.
« يحسب للمدرب كوزمين كونترا نجاحه في أكثر من سبع مباريات من اللعب بنقص كبير في التشكيل الأساسي والاحتياطي، حتى أن أكثر من مباراة كان يعتمد فيها على (احتياطي الاحتياط) وفي مراكز مهمة، ونجح بفضل التوظيف الجيد والحلول الفردية التي يملكها الفريق والأجواء التي هيئتها الإدارة مع التحفيز الكبير والمؤثر جدًا.
« بغض النظر عن نتيجة مباراة الأمس بين الهلال والاتحاد (كلاسيكو الكرة السعودية) فإنها لا تحسم الدوري لأي فريق (أطلاقًا) لا بفوز ولا خسارة أي منهما (اكتب قبل إقامتها) وإن كانت النتيجة ستكون لها حساباتها (المؤثرة) جدًا فيما تبقى من مباريات ستكون حاسمة.
« ضبط النفس خلال القادم من الجولات مطلب كبير من جماهير الاتحاد للاعبيهم، واضح أن (العيون عليكم) وقبلها على النادي، ولذلك ستكثر محاولات اختلاق المشاكل والعقبات والتأليفات والأكاذيب، ورأينا ذلك من قبل شهادة الكفاءة المالية وعقد حمد الله ثم كذبة الخراع، ولن تتوقف الاختراعات رغبة في التأثير على التركيز والحضور ومحاولة دفعكم إلى خارج المستطيل الأخضر، فالحذر.. الحذر يا شباب.
« زادت قرارات معاقبة اللاعبين والمدربين الذين لا يحضرون اللقاءات الإعلامية بعد المباريات، والتي نراها في جميع البطولات وهي حق أصيل للناقل، وقد تكون من ضمن شروط أو مزايا النقل الحصري لبعض القنوات، ويفضل بعض اللاعبين والمدربين والأندية أيضًا (دفع الغرامة) على الظهور الإعلامي، وتكرار ذلك مظهر غير حضاري لا يتناسب ودور وأهمية الإعلام.
« وأرى أن الأمر يحتاج إلى (مرونة) أكثر من قبل الناقل ومراسليه، فليس بالضرورة أن يخرج لاعب معين وبحد ذاته، ويمكن أن يكون الظهور بالاختيار والتشاور ثم يكون القرار لمسؤولي الفريق ومن يمكن ظهوره من عدمه، خصوصًا أن الحديث أمام الكاميرا قدرات وإمكانيات ليس بالضرورة أن يجيدها كل لاعب.