خالد بن عبدالكريم الجاسر
إن الرؤية الهادفة التي وضع ولي العهد فيها أسساً رصينة لمُستقبل الوطن والعالم، بخلاف ما كان يرانا فيه البعض وفق هواهم، مؤكدًا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد مُضي الدولة الرشيدة في التطور وفقًا لمقوماتها الثقافية والاقتصادية وشعبها وتاريخها في إطار رؤية 2030، التي لن يستطيع أحد أياً كان المساس بها، ولا التدخل في شؤوننا أبداً، وأن ممارسة الضغوط لم تجدِ نفعًا معنا لأننا «أحرار».
لقد أظهر -أيده الله- صلابة موقف المملكة وريادتها، عبر اللقاء مع مجلة أتلانتيك الأمريكية وما علاها من انطباعات مُحررها غرايمي وود الذي أجرى ورئيس تحرير المجلة غيفري الحوار، فقد كان مُتحيراً في قوله: «في اجتماعاتنا، كان ولي العهد ساحرًا وودودًا وذكيًا وغير رسمي. ولكن النظم الملكية المطلقة، لا يمكنها الهروب من الغرابة»، إذاً لا حيرة، الأمر فقط قوة البصيرة وتشغيل الحس الإعلامي، بدلاً من تلك الانطباعات التي وقعا فيها، والدليل قول وود: «خلال لقائنا في الرياض، سأل رئيس التحرير محمد بن سلمان عما إذا كان قادرًا على التعامل مع النقد، فرد ولي العهد: شكرًا جزيلاً لك على هذا السؤال، إذا لم أكن قادرًا، لما كنت أجلس معك اليوم للاستماع إلى هذا السؤال»..
إنها الطبيعة لا أكثر والنهج الراسخ للمملكة العربية السعودية وارتكازها على نهج الله وشريعته السمحو وسنة مصطفاه آخر الأنبياء والمُرسلين، فصدق -أيده الله- «لن نقلل من أهمية معتقداتنا»، فقد اختطف المتطرفون ديننا وحرفوه، كداعش الذي يقتطع الكلام من سياقه، تطرف الإخوان بإرهابه المتعدد الوجوه، وقد أثبت القدرات السعودية دحض كل تلك الأفكار وغلوها الإرهابي الذي لا دين ولا أرض له!، ووافقت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الأمير في بيانها: «إن تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد توضح النهج الراسخ للمملكة في سيرها على نهج الكتاب والسنة دون تعصب مذهبي، كما توضح منهجها الراسخ في محاربة التطرف والإرهاب، حيث إن المملكة بتوفيق الله كانت الرائدة بين دول العالم في اقتلاع جذوره، وتتبع رموزه؛ سواء من (القاعدة) أو (داعش) أو (الإخوان)، أو غيرها من جماعات التطرف والإرهاب».
إن السمة الأبرز في الحوار، وسط ظرفية عالمية استثنائية، تتسم بجسامة التحديات، التي أبداها ولي العهد من شفافية وشمولية إجاباته على كافة الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والإجابات المستفيضة بلغته العربية الرصينة والعقلانية، في أمن واطمئنان فكري، غير الجمود العقلي لدى الآخرين عن السعوديين، عبر الانفتاح الذي تنتهجه المملكة كونها الأسرع بين الدول نموًا، بمشاريع ليست منسوخة بل إبداعية تنموية، تُحافظ بأصالتها وعصريتها على قيادتها العالمية كما كانت في مجموعة العشرين، حيث تمتلك 12 في المائة من احتياجات البترول، وثاني أكبر احتياطيات نفطية مثبتة في العالم، ولديها اثنان من أكبر الصناديق السيادية في العالم، وما جعلها هكذا أن كل جيل يأتي، يبني عليها ويستثمر فيها ويطورها للمستقبل، كما فعل الأمريكيون خلال الـ300 سنة الماضية.
وقد أوقفنا أكبر طامة كُنا نُعاني منها في كل ميزانية، كانت نسبة عالية منها تذهب للفاسدين، وهذا لن يحدث إلا إذا تم اجتثاث الفساد نهائياً وهذا ما يجري الآن. فالوسطية والاعتدال في كل شؤون الحياة، هو مما تتسم به الشريعة الإسلامية وأساسنا الثابت في رسم دولة عُظمى، كان رهانها على رؤية 2030 كخيار استراتيجي، حدد موقف المملكة وعلاقتها الخليجية بل ومع جيرانها وعلاقتها حتى مع إسرائيل متى ما حلت مشاكلها مع الفلسطينيين وبين الدول التي تدعي الممانعة وتقودها إيران كذبا ونفاقا وزورا.
وفي الأخير: أميرنا إنسان، يُتابع حياته ما بين الهام والأهم فيقضي من 10 إلى 20 دقيقة على الأكثر لمتابعة وسائل التواصل، ويقرأ ويسمع وسائل الإعلام وغيرها، وليس حكراً على أحد أن يطلع على كافة التفاصيل منها.