د.عبدالعزيز الجار الله
كنا فيما مضى نتحرك اقتصادياً واستثمارياً على ما كان قائماً سابقاً في حقول النفط والغاز، وعلى منابع النفط في حيز ونطاق محدد، نتحرك حول محاور محددة شرقي المملكة العربية السعودية، في هامش محدود على سواحل الخليج العربي للبحث عن الطاقة، لكن رؤية المملكة 2030 التي وافق عليها الملك سلمان، وأعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- عام 2016م، تغيرت معها خارطة الاقتصاد السعودي، ومشروعات الاستثمار الواسع، عبر طروحات جديدة في تنوع مصادر الطاقة، والتي يعمل عليها سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في خلق أفكار تعدد مجالات الطاقة، وأيضاً تنوع مناطق الطاقة في جميع مناطق المملكة، كذلك التقليل من كلفة الإنتاج، وفتح مسارات جديدة في قطاع الخدمات مثل الكهرباء.
في هذا الإطار والبحث عن حلول استثمار الطاقة، وتعدد مصادرها المكانية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، والاستثمار الأمثل للطاقة المتجددة، فقد أرست وزارة الطاقة يوم الاثنين الماضي مشروعي الرَّس وسِعد للطاقة الشمسية الكهروضوئية، اللذين تبلغ طاقتهما الإجمالية 1000 ميجاواط، بحضور سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، حيث وقّعت الشركة السعودية لشراء الطاقة؛ المشتري الرئيس، اتفاقيتي شراء الطاقة مع التحالفين الفائزين بالمشروعين:
- الأولى لمشروع الرَّس للطاقة الشمسية الكهروضوئية، الواقع في جنوب غرب منطقة القصيم، في القطاع الشرقي من الدرع العربي، والتي تعد من أكبر محافظات القصيم بعد مقر العاصمة بريدة، وهي بالإضافة إلى مساحتها وكثرة مراكزها وقراها، تتميز بمناطقها الرعوية وكثرة سيول أمطارها، وقربها من الحدود الإدارية لمنطقة المدينة المنورة، وأيضاً شمال غرب منطقة الرياض، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع 700 ميجاواط، بينما يبلغ حجم الاستثمار فيه ما يقارب 1.7 مليار ريال.
- أما الاتفاقية الثانية فمشروع سِعد للطاقة الشمسية الكهروضوئية، الذي يقع في سِعد، التابع لمحافظة رماح في منطقة الرياض، وسعد واقع قرب محطات الوسيع للمياه، الذي يقوم على طبقة الوسيع الوافرة بالمياه، وتمد جانباً من حاجة الرياض بالمياه، وتبعد عن العاصمة حوالي 117 كيلومتراً إلى الشرق، باتجاه المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء، وهذه المنطقة إلى الشرق منها آبار النفط الكبرى، كذلك في جنوبه أي جنوب الرياض آبار نفط، ويبلغ حجم الاستثمار في المشروع ما يقارب 800 مليون ريال، وتبلغ طاقته الإنتاجية 300 ميجاواط.