صالح الهويريني
** كان الاتحاد محظوظاً وهو يخرج من مباراته أمام الهلال خاسراً بفارق هدف (1/ 2) لأن واقع المباراة يقول إن الهلال كان بإمكانه أن ينهي الشوط الأول منها بفارق ثلاثة أهداف بدلاً من فارق الهدف (1/ صفر) من جراء فرص التسجيل العديدة التي سنحت لمهاجميه ولم تُستغل وعلى اعتبار أن هذه الفرص لو تم ترجمتها إلى أهداف لربما دخل الإحباط إلى نفوس لاعبي الاتحاد في الشوط الثاني وحينها قد ينهي الهلال المباراة بما لا يقل عن فارق أربعة أهداف لمصلحته وفي ظل الغيابات المؤثرة في الخارطة الاتحادية..
** نعم.. هكذا يقول واقع المباراة خصوصاً (وهذا مهم) أن الارتباك كان واضحاً على لاعبي الاتحاد خلال الشوط الأول فضلاً عن الضغط النفسي الذي بدا أيضاً واضحاً أنهم يعانون منه لأن الفريق المقابل هو الهلال المنتشي بالانتصارات الأخيرة (بعد عودة مدربه دياز) والقادم بقوة إلى المنافسة إلى مركز صدارة الدوري..
** فارق الهدف الوحيد (1/ صفر) الذي انتهى عليه الشوط الأول لمصلحة الهلال منح لاعبي الاتحاد طاقة إيجابية وجعلهم يتحررون من بعض الضغوطات لكون فريقهم كان من المفروض أن يخرج من هذا الشوط بخسارة أكثر من فارق هدفين وهذا ما انعكس إيجاباً على أدائهم في الشوط الثاني وجعلهم يسجلون هدف التعادل (1/ 1) لا سيما وأن الأداء الهلالي وفي المقابل تراجعت نسبته وعلى إثر ذلك كاد أن يضيف الاتحاد هدفا ثانيا ولكن لأن المنطق في المباراة إجمالاً كان يفرض أن يفوز الهلال تمكن (إيغالو) من إضافة الهدف الثاني (2/ 1)..
** تصريح مدرب الاتحاد بعد المباراة كان في قمة الذكاء لأنه من خلاله أراد أن يخرج لاعبيه من دوامة التفكير بالخسارة لكي لا يؤثر ذلك في أداء فريقه فيما تبقى من مباريات بعيداً عن ردة فعل (حامد البلوي) والمشجعين لا سيما وأن الهلال استحق الفوز، ولأن حظوظ الاتحاد ببطولة الدوري ما زالت هي الأقوى رغم الخسارة..
لماذا عاد الاتحاد؟!
** كانت مباراة الخميس ما قبل الماضي أمام الهلال هي (القشة الأخيرة) التي كانت إدارة النصر تتمسك بها لإنقاذ موسم فريقها من الغرق في (بحر الفشل) ولكن هذه القشة تم تحطيمها برباعية هلالية (4/ صفر) مما جعل بعض النصراويين يفيقون من (سباتهم العميق) ويعترفون بأن (كل العلة) في فريقهم وليس في لجان أو حكام أو بسبب مؤامرات وهمية مثلما كانوا يزعمون..
** بالمناسبة.. بعد رباعية الهلال (4/ صفر) في النصر (إعلامياً.. وجماهيرياً) اشتد الصراع بين أصحاب (الفكر الحديث) من الجيل الحالي، وأصحاب (الفكر القديم) والمقصود بذلك (المشجعين الشيبان) وعلى إثر ذلك أصبح كل طرف يحمل الطرف الآخر الكثير من مسؤولية ما حدث من تراجع في مستويات ونتائج الفريق النصراوي..
** أكبر معاناة عاشها فريق الاتحاد خلال فترة تدهور نتائجه ومستوياته في المواسم السابقة كانت هي تلك التي تكمن وفي المقام الأول في وجود فئة اتحادية كانت تقود تحزبات وأوجدت انقسامات داخل أروقته حرباً على إدارات الاتحاد وتحريضاً عليها لكي لا يعود الاتحاد بطلاً ومن أجل أن تبقى (أسماء إدارية اتحادية سابقة) في الذاكرة وأن يستمر التغني بها..
** نعم.. (هذه الفئة الاتحادية) كانت من أهم أسباب معاناة الاتحاد، ولكن بعد أن تم (إقصاؤها) من الجسد الاتحادي عم الهدوء داخل أوساط الاتحاد الغريق وأصبح الاتحاديون على قلب رجل واحد عاد فريقهم تدريجياً حتى بات فريقاً مؤهلاً لبلوغ المنصات ومن أقوى المرشحين للحصول على البطولات ومنها بطولة الدوري التي غاب الاتحاد عن تحقيقها منذ حصوله عليها في موسم 2009م (قبل 13 موسماً)..
** الاتحاد رغم خسارته من أمام الهلال إلا أنه ما زال يملك الحظوظ الأكبر للحصول على بطولة الدوري.. وتبقى مباراته القادمة أمام الشباب بمثابة مفترق طرق بالنسبة له (على الأقل نفسياً) لأنه لو خسر نتيجتها لربما دخل بسببها الطريق المنحدر..
اللهم احفظ السعودية
** اللهم احفظ السعودية من الفتن وما ظهر، ووفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكن عوناً لهما ولكل رجال أمننا ضد أعداء بلادنا.. اللهم من أراد السعودية بسوء فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.