لبس المرأة اللباسَ الضيق مع كونه ساترًا لجميع البدن
* ما حكم المرأة التي تلبس لباسًا ضيِّقًا لكنه ساتر لجميع بدنها؟
* هذا الثوب الذي يَصف حجم المرأة ومحاسن المرأة لا شك أنه إن لم يكن للزوج أنه ممنوع؛ لأنه يُثير الفتنة، وإذا كان المحارم والنساء يُبدَى لهم ما لا يُبدَى لغيرهم لكن هذا لا شك أنه مثار فتنة، وعند النساء الأمر فيه أخف؛ لأن افتتان النساء بعضهن ببعض أخف من افتتان الرجال ولو كانوا محارمَ، ولكن مع هذا يُمنع منه إذا كان مثيرًا للفتنة، وأما عند الرجال الأجانب فلا يجوز بحال.
* * *
صرف الصيدلي علاجًا للمريض مع وجود غيره؛ لأجل نسبته في البيع
* هل يجوز للعامل في الصيدلية أن يصرف للمريض علاجًا معيَّنًا مع وجود علاجات أخرى مثله في الجودة، ولكن لأنه يأخذ نسبةً على تصريف هذا النوع من العلاج فيستفيد هو ولا يُضِر بالمريض؟
* على العامل في الصيدلية أن ينصح للمريض ويمحضه النصيحة، وأن يعطيه أفضل ما في صيدليته من أنواع العلاج، وعليه أيضاً أن يتقيَّد بما كتبه الطبيب، فلا يكتب الطبيب علاجًا ويصرف له غيره باعتبار أنه يأخذ عليه أجرة ولو كان مثله، فالطبيب هو صاحب الشأن، وهو أعرف بما ينفع المريض، فلا يجوز للصيدلي أن يغيره وإن كان مثله في الجودة، أما إذا كان أعلى منه في الجودة بأن قال للمريض: (هذا أعلى منه في الجودة، وأنا أتقاضى عليه نسبة، فإن شئتَ أن تذهب إلى الطبيب وتستشيره، وإن شئتَ أن تأخذ من الآن فالأمر إليك، لكن الطبيب كتب هذا)، المقصود أن على العامل في الصيدلية أن ينصح للمريض ويمحضه النصيحة، والله المستعان.
* * *
حمل المصحف الصغير في الجيب أو في درج السيارة؛ لدفع الضر والشياطين
* ما حكم حمل المصحف الصغير في الجيب أو في درج السيارة؟ وهل صحيح أنه يَدفع الضر ويدفع الشياطين؟
* حمل المصحف في الجيب أو في درج السيارة إذا كان المقصود منه الانتفاع به حسب الإمكان واستغلال فرص الفراغ للقراءة فيه فلا شك أن هذا عمل طيب يُثاب عليه، ولكن الأمور بمقاصدها، إذا كان هذا قصده وهذا هدفه بحيث لا يُعرِّضه للامتهان. وأما أنه يُحمَل ليَدفع الضر والشياطين فهذا القرآن لم يُنزَل له، وهذا أمر مخترع مبتدع لا يجوز، ومثل هذا الاعتقاد لا يصح، نعم كلام الله شفاء، وكلام الله نافع حيثما وُجد وحيثما تُلي، ولكن يبقى أن حمله لهذا الغرض أمر مخترع مبتدع لا يجوز، وأما قراءته في كل وقت وعلى كل حال ما عدا الأحوال التي استثنيتْ كالحيض والنفاس وفي الأماكن القذرة وما أشبه ذلك فقراءته من أفضل الأعمال وأعظم القُرَب، وهو أعظم الذكر، فعلى المسلم أن يعتني بكتاب الله، وإذا قرأه من حفظه فقد أحسن، وكثير من أهل العلم يرجِّح القراءة من المصحف.
أما قراءة شيء من القرآن بنية دفع الضر ودفع الشياطين فالقرآن شفاء، ولا شك أن الذكر يطرد الشياطين، وآيةُ الكرسي من قرأها في ليلة لم يقربه شيطان كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [البخاري: 2311]، لكن حمل المصحف لهذا الغرض بدون قراءة هذا لا يكفي، والقرآن لم يُنزَل لهذا.
وأما تعليقه في مرآة السيارة أو نحو ذلك فهذا لا شك أنه امتهان للقرآن، فلا يجوز.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-