إيمان الدبيّان
للزمان أهمية، وللأحداث واقعية، وللمتحدث حضور وذكاء وبديهة وشخصية سياسية، بها كلها وأكثر منها كان حوار ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع صحفي مجلة (ذا أتلانتيك) الأمريكية بكل شجاعة وشفافية، وثقة وأريحية.
في الوقت الذي تقع فيه دول تحت وطأة الحروب، وأخرى وصفت بالعظمى تكاد تستجدي طاقة باتت لديها في نضوب، وغيرها تعاني ويلات الاضطراب والتأخر والجدوب، في خضم ما يعيشه العالم من تقلبات، وما يحاول المحاور الوصول إليه من إجابات كان الرد على كل الاستفسارات التي تناولت السياسة الداخلية والخارجية، والجوانب الدينية والاجتماعية والترفيهية والتنموية، وحتى بعض الجوانب الشخصية بلا مجاملة وبكل صراحة.
حوار فوق سطوره سطور، وفي مضمونة اعتزاز وفخر لكل مواطن غيور، وكمدٌ لكل عدو نار عداوته في داخله تثور، تضمن الحوار اثنين وسبعين سؤالاً، وكان رد الأمير محمد بن سلمان يتضمن جواباً بأرقام ودلائل، وشواهد ليس لها مثائل، ومفاهيم ورسائل للعالم أجمع ولكل من يقرأ الحوار أو يسمع، رد صداه إلى الآن يُذاع ويَصدح بأن المملكة العربية السعودية كل يوم باستراتيجياتها وحكامها ورائد تطويرها وشعبها ترتقي ولا تنحني، تُبدع ولا تَتْبَع، تَقود ولا تُقاد، تُسالِم ولا تُصادِم، يدٌ ممدودة للسلام وأخرى تضرب بها اللئام، لا يهمها من يحكم أمريكا من رؤساء، فسياستها في النور لا في الخفاء، ولا ماذا يعرفون أو يجهلون، فالأمر لدى ولي العهد سواء، تعني له المصالح الداخلية والدولية الخارجية، والتغييرات الإيجابية في كل الجوانب والأهداف المحلية والوطنية.
محمد بن سلمان الذي نشأ وشبّ في كنف والده الملك سلمان بن عبدالعزيز عراب الثقافة والتاريخ، نشأ رجلاً يحمل فكراً، وشخصاً يقود أمة بأناقة دبلوماسية، وقوة سياسية، وروح وطنية، وسلطة قيادية، فهنيئاً لنا برجل ندر مثله في الحكومات العالمية.