د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
تسير شركة SAMI المتخصصة في قطاع الصناعات الدفاعية في السعودية، والشريك الاستراتيجي لمعرض الدفاع العالمي الذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية في السعودية، وتهدف هذه الشركة إلى تسريع وتيرة تحولها للوصول إلى مصاف أكبر 25 شركة مختصة بالصناعات الدفاعية والأمن في العالم بحلول 2030.
تستفيد الشركة من المعرض الدولي للدفاعات الذي أقيم في الرياض، وتم افتتاحه برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في 6/3/2022 بمشاركة 600 جهة تمثل 42 دولة ووفود عسكرية من أكثر من 72 دولة، وهو ما يؤكد مكانة السعودية الدولية وموقعها الريادي في هذا القطاع، انطلاقاً من رؤيتها بأن تكون الوجهة الاستثمارية المفضلة والشريك الأول للمنظومة الصناعية والتكنولوجية، ويحقق النمو بشكل تكاملي، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتعزيز الشراكات والصفقات في مجال الصناعة والابتكار، باعتبار أن المعرض يقدم بيئة مثالية للتواصل والتفاعل بين الحاضرين.
حيث ترحب الشركة والصناعات العسكرية بفتح الأبواب للمصنعين الدوليين لتحقيق مستهدفات 2030، ليس فقط تحقيق نسبة توطين 50 في المائة من الإنفاق الحكومي على الدفاع، أيضاً لتحديد مستقبل الدفاع، بل ليسهم في إثراء اقتصاد الوطن والازدهار المستدام، وكونه من محركات الاقتصاد والسياسة ومختلف الاستراتيجيات التي ستشكل الدفاع العالمي في المستقبل.
هناك شركات عالمية تتطلع لمشاركة السعودية في تطوير منظومة صناعة الدفاع، في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة الأوكرانية والغزو الروسي، حيث هناك مشهد غريب في المعرض يتمثل في رؤية أحدث المعدات العسكرية الروسية والأوكرانية التي تتنافس على جذب الانتباه في قاعات العرض، والدفاع البريطانية تؤكد على الشراكة الأمنية والدفاعية مع السعودية، حيث تعتبر بريطانيا أن الصناعات العسكرية تمثل قطاعاً فريداً من نوعه حيث تعمل التقنيات الرائدة دوماً على زيادة ورفع حدود البحث والتطوير لمواجهة التهديدات المتطورة.
هناك استعداد عدد من شركات الدفاع العالمية لتطلعاتها لمشاركة السعودية في تطوير منظومتها الصناعية العسكرية، وذلك من خلال خطط لتوطين التقنيات والصناعات، حيث يعرض المعرض أحدث الأنظمة والتقنيات الدفاعية، بمفردها الولايات المتحدة تضمن جناحها منتجات معروضة من قبل 75 شركة، 20 في المائة منها تتواجد للمرة الأولى في المعرض السعودي.
ما يعني أن المعرض حدث عالمي يأتي تحقيقاً لطموحات الدولة لاستعراض أحدث التقنيات في مجالات التوافق العملياتي عبر مختلف قطاعات الدفاع والأمن الخمسة، سواء البرية والجوية، والبحرية، بالإضافة إلى أمن المعلومات والتقنيات والأقمار الصناعية، ويمثل المعرض استراتيجية يعقد مرة لكل عامين لدفع عجلة تقدم وصناعات الدفاع والأمن محلياً وعالمياً لفتح أبواب الاستثمار وعقد شراكات نوعية مفتوحة لجميع المصنعين ومزودي الخدمات الدوليين للمشاركة في تحقيق رؤية المملكة من خلال دعم نقل التقنية وتطوير الكفاءات والصناعة بالتعاون مع مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية.
خلال الأعوام الخمسة الماضية دخلت الشركة في شراكات استراتيجية مع خمس شركات عالمية رائدة لإنشاء مشاريع مشتركة تركز على توطين التصنيع والتقنية الدفاعية والأمنية، ومكنت الكفاءات السعودية من خلال تعريفهم على أحدث التقنيات والمعدات في عالم الدفاع، ونفذت الشركة عمليات استحواذ استراتيجية، وأسست شركات فرعية تسهم في تطوير إمكاناتها في مختلف قطاعات الدفاع الرئيسية يمكن أن تتحول إلى شركات كبيرة مستقبلاً لتوسيع دائرة التصنيع العسكري الدفاعي في السعودية، مثل اكتمال مشروع السروات في 2021 الذي تضمن تصنيع خمس سفن جديدة من نوع كورفيت أفانتي 2200 لمصلحة القوات البحرية الملكية، ومن أهداف المعرض احتضان الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة التي تمتلك تقنيات مبتكرة من حول العالم، حيث سيتيح المعرض فرصة حصرية لهذه الشركات للتواصل مع المستثمرين وأصحاب القرار للحصول على الدعم والتمويل.
كما تمكنت المدن الصناعية من جذب استثمارات نوعية ذات قيمة مضافة للصناعات الدفاعية الوطنية، إذ تضم المدينة الصناعية الثانية في الرياض التي تقدم خدماتها اللوجستية ندلب لشركائها الصناعيين مثل شركة إنترا للتقنيات الدفاعية العاملة في صناعة الطائرات دون طيار، حيث تعمل الشركة السعودية للصناعات العسكرية على إنتاج طائرة مسيرة بأيد سعودية، والشركة تعمل على إيجاد أحد أكبر مصانع الذخائر عالمياً، وتوطين شتى قطاعات الدفاع.
وعلى هامش المعرض أعلن تحالف شركات سعودي - ألماني متخصص في مدينة جدة لتوطين وتطوير أسلحة وتقنيات الدفاع الجوي، بينما تتنافس العديد من الدول المنتجة للأسلحة على النفوذ وإبرام عقود مع السعودية ودولة الإمارات، حيث تعمل الدولتان على تنويع شركائهما في المجال الدفاعي وترغبان في تطوير صناعاتهما الخاصة.