إن من أعظم النعم التي امتن الله - تعالى - علينا بها في هذه البلاد المباركة نعمة الإسلام والتوحيد الصحيح والعقيدة السليمة ونعمة الأمن، ومن فضل الله ونعمه علينا أننا نعيش في بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية في أمن وأمان ورخاء واطمئنان. ولقد حرصت الشريعة الإسلامية الغراء على اجتماع كلمة الأمة، ونبذ أسباب الفرقة، وما يؤول إلى اختلال الأمن، ونشوء النِّزاعات، وإزهاق الأنفس، وإضاعة الحقوق وتعريض مصالح البلاد والعباد للخطر.
وقد صدر بيان وزارة الداخلية مؤخراً بشأن تنفيذ الأحكام الشرعية في فئات مجرمة ضلَّت طريق الحق، واستبدلت به الأهواء، واتبعت خطوات الشيطان؛ فاعتنقت الفكر الضال والمناهج والمعتقدات المنحرفة الأخرى (ذات الولاءات الخارجية التي باعت نفسها ووطنها خدمة لأجندات الأطراف المعادية)، وبايعتها على الفساد والضلال، فأقدمت بأفعالها الإرهابية المختلفة على استباحة الدماء المعصومة حتى طال إجرامهم لينالوا من آبائهم وأمهاتهم، وانتهاك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، واستهداف دور العبادة وعدد من المقار الحكومية والأماكن الحيوية التي يقوم عليها اقتصاد البلاد، والترصد لعدد من المسؤولين والوافدين واستهدافهم، والترصد لرجال الأمن وقتلهم والتمثيل ببعضهم، وزرع الألغام، وارتكاب عدد من جرائم الخطف والتعذيب والاغتصاب والسطو بالسلاح والقنابل اليدوية، وتهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة، يهدفون من خلال ذلك إلى زعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، وإحداث الشغب والفوضى، إضافة إلى الخروج لمناطق الصراعات وتنفيذ مخططات تنظيم «داعش» والقاعدة والحوثي الإرهابية، وتنظيمات إرهابية أخرى معادية للمملكة، والعمل معها استخباراتيًا.
وبفضل من الله تمكنت سلطات الأمن من القبض على تلك العناصر الإجرامية التي تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وتلوثت أفكارهم وأفعالهم بالخيانة لهذا الوطن، فكفروا بنعمة الله، واستبدلوها بالضلال والإجرام.
وأسفر التحقيق معهم عن توجيه الاتهام إليهم بارتكاب تلك الجرائم، وبإحالتهم إلى المحكمة المختصة وتمكينهم من الضمانات والحقوق كافة التي كفلتها لهم الأنظمة في المملكة، صدر بحقهم صكوك تقضي بثبوت إدانتهم بما نسب إليهم.
وبعد تنفيذ الأحكام القضائية وتطبيق شرع الله في الجناة والإرهابيين من تعزير وحد وحرابة سيخرج بعض الناعقين عن أطوارهم فاقدين لاتزانهم مرة أخرى، ففي السابق كانوا يدّعون ويتّهموننا بأننا نصدر الإرهاب للعالم وحينما تم تنفيذ وتطبيق شرع الله في الإرهابيين سيطالبون بالعدالة والإنسانية وحقوق الإنسان، فمعاييرهم وموازينهم غير منضبطة وتسير وفقاً لأهوائهم وشهواتهم وهذا أنموذج ومثال على الدعوات الباطلة التي يسعى إليها أعداء الحق والدّين؛ لتشويه صورة حامية الإسلام والدين في هذا الوقت، وهو امتداد لدعاوى الشر والباطل في التاريخ.
إن كل ذي نعمة محسود ونحن - ولله الحمد- في هذا البلد المبارك ننعم بخيرات كثيرة في مقدّمتها نعمة الإسلام والدّين والعقيدة الصافية والالتزام بالشرع الحكيم في سائر أمورنا وبولاة أمر يرعون ذلك، يضاف إلى هذا ما أنعم الله به علينا من نعم كثيرة في الأمن والأمان والرخاء والاطمئنان وفي كل شؤون الحياة من استقرار وخير دائم وهذا مما يزيدهم حنقاً وغيظاً، ولذا فهم يسعون لزعزعة أمننا وإيماننا وبث الدعايات السيّئة تارّة والتّشكيك تارّة أخرى والعمل على نشر الإرجاف وتزييف الأخبار وبثّها. إن خير هذه البلاد دينياً ودنيوياً ولله الحمد لم يقتصر على حدود البلاد وأرجائها فحسب بل سخّر ما حباها به من خير في دعم ومساندة إخوانها وأشقائها مادياً ومعنوياً وكانت وما زالت السباقة في الدعم والإنجاز والإغاثة، وساهمت في كل ما من شأنه مد يد الخير والنماء للجميع دون منٍّ أو أذى أو تدخّل أو فرض أجندة فكريّة أو سياسيّة على أحد تنطلق في ذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. وستظل المملكة العربية السعودية بعون الله تعالى ثم بحكمة وحنكة قيادتها الرشيدة الراشدة سائرة على درب الخير والعطاء والاستقرار والنماء يد تزرع الخير وتبذره، ويد تدحر الشر وتنحره. قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيماً}.
** **
alomari 1420@yahoo.com